الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: التدليل المفسد 

صدى البلد

منذ يومين امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بموضوع الأم التي اتهمت بأنها  دهست ابنتها واختلفت آراء رواده ما بين منحاز للبنت ولابد أن تكون حرة التصرف . وما بين متعاطف مع الام لأنها ربتها بمفردها منذ أن كان عمرها عام ونصف . 
والحقيقة بالرغم أنني بعد مشاهدة  المقطع الذي تتحدث فيه الأم عما فعلته من أجل ابنتها فإنها هي المسئولة عن هذا السلوك من البنت لأنها لم تربيها تربية سليمة . كانت حريصة على توفير كل ما تطلبه منها .
حتى لدرجة انها طلبت الانتقال لحي أرقى فوافقت الأم . وقالت الأم كذلك أنها تعمل ليل نهار من أجل تلبية طلبات ابنتها . 
وهنا لنا وقفة لأن التدليل الزائد مثل الحرمان الزائد. وأن الآباء والأمهات الذين يضغطون على أنفسهم ويحرمون أنفسهم من أجل إرضاء رغبات أولادهم فإنهم يؤذونهم . لابد أن يشعر الابن بالظروف التي يعيشها اهله ولابد أن يعيش عيشه اهله فعلا . لا يجب أن يضحي الأب أو الأم بكل وقته وبكل صحته من أجل أن يحقق لابنه أو بنته حياة مرفهه . لابد أن يعلم الأبناء إمكانيات أهاليهم المادية وأنه ليس كل ما في الحياة متع وأموال . صحيح يفعل الأهل ذلك بقلوبهم ولكن الأبناء انانيون أحيانا. فبعضهم والده في الخارج يدفع من دمه واعصابه ووقته وعمره وصحته وحرمانه وتجد الابن يصرف دون حساب ويظهر بمظهر الثرى وهو ليس كذلك . وكذلك نجد بعض الأبناء يتحملون المسئولية صغار فيعملون طول اليوم من أجل الإنفاق على أسرة وهذا أيضا خطأ . فلابد أن يكون لديهم وقتا للهو مثل أقرانهم . 
ونعود لقصة الميديا. قالت الأم أنها ما دهستها قالت إنها لا تسمع الكلام وقالت بالحرف عيارها فلت. وأقول لها أين كنتي وقت أن حدث ذلك كنت توفرين المال الذي ساهم في حدوث ذلك . البنت عمرها سبعة عشر عاما هو سن لا يمكن فيه اتخاذ رأي سليم وسهل فيه التأثر بالآخرين فلابد أن يكون الوالدين بجوار أولادهم ناصحين لهم ومتحدثين  معهم ومشاركين لانفعالتهم .
لا يجوز في هذه السن فرض الرأي لابد من التحاور والإقناع ومن ليس لديه القدرة على ذلك يسأل ويبحث ويحاول أن يقترب من فكر وقلب أولاده.
أما تلك الأم المسكينة  والمخطئة بنفس الوقت فهي قالت إن ابنتها تركتها وجريت فحاولت اللحاق بها فصدمتها .
وشكرا للنيابة العامة على إخلاء السبيل فليس من العدل أن يعاقب الشخص  جنائيا مع انعدام القصد الجنائي . واحب ان اقول لتلك الأم لا تعتبري بنتك ماتت كما قلتي . بنتك هي قطعة منك حاولي بكل السبل التواصل معها ولو بالاستعانه بمختصين في ذلك وفي التنمية البشرية أو رجال الدين أو اي شخص يقدم لك العون الصادق . 
وأقول للأب الذي ترك الأم وابنتها أن بنته ليست مسئوله منه مالا فقط فهو يرسل لها المال ولكن أين العطف والحنان . وأقول لكل مطلقة لا تحرمي أولادك من والدهم مهما حدث منه معك . 
أما تلك البنت وغيرها فأقول لها أن الأموال والملابس والمظاهر ليست كل شئ ولا بها يتم تقييم الإنسان .
الإنسان يقيم بأخلاقه ونجاحه . وللأسف يوجد نفس عينة هذه الفتاة ولكن مع الاختلاف فبنات كثيرات لا يهتمون بما يفعل الأهل في تجهيزهم للزفاف من ديون ويطلبون من الأهل فوق طاقتهم أشياء لا يتم حتى استعمالها ولو بعد عشر سنوات من الزواج .
إن المجتمع كله لابد أن يصحو لأن ما يحدث الآن من الاهل سيكون مردوده سيئا جدا من الأولاد . فالتدليل الزائد مفسدة فاتقوا الله في أولادكم وربوهم على الدين من أجل أن يبروكم وأنتم كبار فقد تحتاجون إليهم فتذكروا تلك اللحظة واعملوا لها ألف حساب فما أسوأ من أن يحتاج الأب أو الأم لولده فلا يستجيب ويتخلي عنه أو يطرده من منزله او يتركه  لدار المسنين .  وقد يحدث ذلك مع الأب أو الأم الذي قدم كل شئ للأبناء ولكنه لم بحملهم المسئولية ولم يعرفهم الدين والخلق القويم . لم يعلمهم الرحمة واحترام الغير والعطف والتمسك بالقيم . وتذكروا جيدا  أن ما تزرعون سيكون حصادكم .