يعيش إقليم تيجراي بـ شمالي إثيوبيا وضعا مأساويا؛ بسبب الصراع والقتال الدائر بين جبهة «تحرير شعب تيجراي» وقوات نظام آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي.
الوضع المأساوي جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو إلى بدء محادثات لإنهاء العمليات القتالية، حسب بيان صدر عن الرئاسة الفرنسية.
وصدر البيان؛ بعد اتصالات أجراها إيمانويل ماكرون مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ونظيره السوداني عبد الله حمدوك.
كما قال إيمانويل ماكرون، إنه «يجب رفع جميع القيود للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية في تيجراي».
ليست لاعبا رئيسيا
وفي هذا الصدد قالت الكاتبة الصحفية الفرنسية، فابيولا بدوي، إن فرنسا ليست لاعبا رئيسيا في إثيوبيا، ولكن فرنسا تخلق دورا لها في الدول التي ليست لديها نفوذ بها.
النفوذ في القارة الإفريقية
ولفتت "بدوي" في تصريحات لـ "صدى البلد"، إلى أن القارة الإفريقية بها العديد من مناطق النفوذ التي تسيطر عليها دولة معينة، ومجموعة دول تتنافس عليها، وتخلق لها أدوارا، وبالتالي إثيوبيا غير خاضعة للنفوذ الفرنسي، ولكن فرنسا- خاصة في عهد الرئيس ماكرون- تحول المنافسة في مناطق نفوذ أخرى في إفريقيا كلاعب رئيسي في الملفات الرئيسية.
وتابعت أن "فرنسا تحاول كذلك أن يكون لها دور أساسي في الشرق الأوسط، وتريد أن تكون قوية على مستوى المشهد العالمي، لذلك تقوم فرنسا في إثيوبيا حاليا بالتحذير والتوجيه الرسائل العنيفة والصارمة للضغط على إثيوبيا".
أوراق الضغط للدول الكبرى
وأضافت أن "الدول الكبرى لديها دائما من الأوراق التي تساعدها في الضغط على الدول الأخرى، ولكن هذا الضغط لا يعني أن الأوراق التي تمتلكها فرنسا للضغط على إثيوبيا، تستطيع أن تغير مسار القرارات الإثيوبية، يمكن أن تعدل في المسار ولكن لا يمكن أن تغيره".
فرنسا تحذر إثيوبيا
وأشارت إلى أنه "عندما تفتح فرنسا ملفا مثل حقوق الإنسان؛ فهي تعطي إنذارا لإثيوبيا، لأن فرنسا من الدول الراعية لهذا الملف، ومن الممكن أن تقوم بالتصعيد، وعند التصعيد؛ من الممكن أن تكون هناك خطوات حاسمة من المجتمع الدولي، وليس من فرنسا فقط".
وأوضحت الكاتبة الصحفية، أن إثيوبيا تعلم أنه في حالة الاستهانة بهذه التحذيرات يمكن لفرنسا أن تقوم بالضغط على إثيوبيا في المحافل الدولية، وبالفعل فرنسا لديها من الأوراق ما تستطيع أن تضغط به على إثيوبيا.
واستطردت: "لذلك الوضع بين الدول الكبرى وبين الدول الأخرى دائما ما تقع في مناطق الشد والجذب، إلا في منطقة النفوذ للدول الكبرى، هنا يتغير الوضع وتكون هناك تفاهمات كثيرة بين الدولتين".
قلق ماكرون من تصاعد المعارك
وأبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «قلق فرنسا للمعارك المتصاعدة في شمال إثيوبيا ومستجدات الوضع الإنساني في تيجراي».
وأوضح أن «الوضع الإنساني البالغ التدهور والحاجة إلى لإيصال مساعدة للسكان في تيجراي يستدعيان إجراءات قوية وخصوصاً رفع كل القيود عن إيصال المساعدة».
وخلال مشاوراته مع رئيسي الوزراء السوداني والإثيوبي، اعتبر ماكرون أن «تطور الوضع يستدعي التفاوض حول وقف العمليات القتالية والبدء بحوار سياسي بين أطراف النزاع في إطار احترام سيادة إثيوبيا ووحدتها».
وتابعت الرئاسة الفرنسية «إلى جانب شركائها، تبدي فرنسا استعدادها لمواكبة إثيوبيا في هذه التوجهات».
تباطؤ إيصال المساعدات الإنسانية
نددت الأمم المتحدة، بوجود معوقات تبطئ إيصال مساعدات إنسانية يحتاج إليها سكان إقليم تيجراي بإلحاح، وذلك في إطار جهود تبذلها المنظمة من أجل التصدي لوضع إنساني كارثي.
وأعلنت وكالات أممية أنها تواجه صعوبات في إيصال الإمدادات والطواقم والتجهيزات إلى المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا، وحذرت من وضع مزر يواجه ملايين المتضررين جراء النزاع.
وقالت الوكالات التابعة للأمم المتحدة، إنها لا تزال بحاجة إلى 430 مليون دولار لاستكمال تمويل الاستجابة الإنسانية في تيجراي هذا العام.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنه من جراء النزاع الذي يشهده إقليم تيجراي منذ ثمانية أشهر أصبح 5.2 مليون شخص بحاجة إلى «مساعدات إنقاذ ودعم».