حالة واسعة من الجدل والتوتر انتشرت بين إسرائيل وفرنسا، عقب تسريب تقارير عن استهداف برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي العديد من الشخصيات الفرنسية في مقدمتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي اضطر إلى تغيير رقم هاتفه ليفلت من التجسس الإسرائيلي.
وتعد الاتهامات الموجهة لـ "بيغاسوس" الإسرائيلي، هي فضيحة عالمية لإسرائيل، خاصة أن التقارير تشير إلى أن الرئيس الفرنسي ليس الوحيد الذي يتعرض للتجسس من خلال البرنامج الإسرائيليين وإنما هناك قائمة ضمت العديد من الصحفيين المدافعين عن حقوق الإنسان و14 رئيس دولة آخرين.
وحصلت منظمتا "فوربيدن ستوريز" في باريس ومنظمة العفو الدولية على لائحة تتضمن 50 ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص اختارهم عملاء الشركة الإسرائيلية لمراقبتهم منذ 2016، وتم مشاركة تلك القائمة مع العديد من الصحف الأجنبية وعلى رأسهم "لوموند" الفرنسية و"الجارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأمريكية.
برنامج بيغاسوس
برنامج "بيغاسوس" بمجرد تنزيله على هاتف الشخص المستهدف يتيح الاطلاع على الرسائل والصور وجهات الاتصال وتفعيل الميكروفون والكاميرا عن بعد، كما تشمل قائمة "بيغاسوس" 180 صحفيا و600 سياسي و85 ناشطا في مجال حقوق الإنسان، و65 رجل أعمال كحد أدنى.
من جانبه، شكل الكنيست الإسرائيلي لجنة برلمانية للتحقيق فيما إذا تم إساءة استخدام برنامج "بيغاسوس" من قبل بعض الدول للتجسس على شخصيات عامة، وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيانها أنها وجهت ممثلين رسميين لشركة "إن إس أو" دون تفاصيل عما دار في المناقشات وحقيقة إساءة استخدام البرنامج.
إسرائيل ليست طرفا مباشرا
وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة الصحفية الفرنسية فيولا بدوي، إن هناك فرقا كبيرا بين أن تكون إسرائيل صنعت أجهزة متطورة للتجسس، وبين أن يسيء عملاء هذا البرنامج من الشركات المصنعة للهواتف استخدام البرنامج بهدف التجسس على مستخدميه، موضحة أن إسرائيل هي الدولة المصنعة للبرنامج، أما الشركة التي تستخدمه هي التى تقع على مسؤوليتها حمايته وحماية العميل.
وأضافت "بدوي"، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل ليست طرف بشكل مباشر في قضية التجسس على ماكرون، ولكن هي طرف لأنها البلد المصنعة للبرنامج، مشيرة إلى أنه لا توجد خصومة بين الشركة المصنعة لأي برنامج وبين مستخدميه عن طريق وكلاء وهم الشركات الذين اشتروا البرنامج وباعوه للعملاء في الدول المختلفة.
تأمين هواتف ماكرون
وأكدت “بدوي” أن الإليزيه صرح بأن ماكرون يستخدم أكثر من رقم وعلى درجة كبيرة من التأمين، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك خصومة بين إسرائيل وفرنسا إلا في حالة ثبت بعد التحقيقات أن إسرائيل مستخدمة للبرنامج ولم تتوقف عن تصنيعه فقط.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، التقى نظيرته الفرنسية فلورونس بارلي أمس، وأكد أن بلاده تتعامل بجدية مع اتهامات التجسس ببرنامج بيغاسوس الإسرائيلي على عدة شخصيات عبر العالم بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
من جانبها، أبلغت وزيرة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنسبارلي غانتس بمستجدات التى تنتظر فرنسا التوصل إليها من خلال التحقيقات، والتى تتوقف على الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين.