الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: عمر الفرد يبدأ بساعات ومدة الدنيا قصيرة وزينتها حقيرة

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي على الإنسان التفكر في مدة الدنيا القصيرة وزينتها الحقيرة وتقلب أحوالها الكثيرة .

عمر الفرد يبدأ بساعات

وأوضح «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن عمر الفرد يبدأ بساعات ويتبع الساعات أيام وبعد الأيام الشهور وبعد الشهور العام وبعد العام أعوام ثم ينقضي عمر الإنسان على التمام ولا يدري ماذا يجري بعد موته من الأمور العظام.

 

وتابع:  وهل عمر من بعدك أيها الإنسان عمر لك؟،  فعمر المخلوق لحظة في عمر الأجيال بل الدنيا متاع ومعنى المتاع ما يلتذ به ويمتع به في وقته ثم ينتهي في ذلك الوقت، لما قال تعالى:  « يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ  » الآية 39 من سورة غافر.

قصر لبث الناس في قبورهم

وأضاف أنه أخبرنا ربنا جل وعلا عن قصر لبث الناس في قبورهم إلى بعثهم للحساب بأن هذه المدة الطويلة كساعة قال تعالى: « وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يلبثوا إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النهار يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ » الآية 45 ن سورة يونس ، فما عمرك أيها الإنسان في هذه الساعة التي أخبرنا الله تعالى عنها أنها كمدة الدنيا عند قيام الساعة فهذه الساعة التي هي كمدة الدنيا كقطرة من محيط الزمن السرمدي الأبدي.

 

وواصل: فطوبى لمن عمل في عمره القصير الصالحات وهجر المحرمات وحذر اتباع الهوى وطرق الغي والضلالات ففاز في حياته بالخيرات وفاز بعد موته برضوان الله في نعيم الجنات وويل لمن أتبع الشهوات وأضاع الصلوات والواجبات واقترف الموبقات فسقط في طبقات جهنم فصار طعامه الزقوم وشرابه الصديد والحميم.

يا من أطغته صحته

 

وحذر قائلاً: يا من أطغته صحته فعصى يا من أفسده فراغة فلها يامن فتنه ماله فتردى يا من أتبع هواه فسقط وهوى يا من غره شبابه فنسى البلى يا من استعان بنعم الله عليه فتمرد وطغى ألم تعلم بأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه شديد العقاب أما توقن بالموت وما بعده من الحساب يا من جرأه على ربه فسحة الأجل وبلوغ الأمل حتى اختطفه الموت فأنى له أن يرجع إلى الدنيا ليصلح العمل " .

 

وأوصى بتقوى الله حق التقوى والتمسك من الإسلام بالعروة الوثقى ، وقال :" إن الله قد فتح لكم أبواب الرحمة بما شرع لكم من فعل الخيرات وترك المنكرات فلا يغلق أحد على نفسه باب الرحمة بمحاربة الله بالذنوب.

 

واستشهد بما قال تعالى : «  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ» الآية 156 من سورة الأعراف،  فأغتنم أيها العبد زمن العافية فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول - الله صلى الله عليه وسلم - : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " .