الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منها ثقب أسود نادر.. ظهور حدثين فلكيين مرتين في 10 أيام

رسم فني عن سقوط نجم
رسم فني عن سقوط نجم نيوتروني في ثقب أسود

كشف العلماء عن حدوث أكثر من ظاهرة فلكية نادرة في غضون 10 أيام فقط، وهي “اصطدامين بين نجم نيوتروني وثقب أسود”، وتوقع الباحثون حدوث مثل هذه الاصطدامات، لكنهم لم يستطيعوا تقدير حدوثها كم مرة.

 

ووفقا لمجلة "ساينس أليرت" العلمية، قد تعني حدوث هذه الظاهرة، أن بعض الأفكار حول كيفية تشكل النجوم والمجرات قد تحتاج إلى المراجعة، وقال البروفيسور فيفيان ريموند من جامعة كارديف إن “النتائج المفاجئة” كانت رائعة.

وأوضح أنه بعد عملية الرصد الأخيرة؛ سيتم إعادة النظر في بعض النظريات، مضيفا أن الثقوب السوداء تعد أجساما فلكية لها جاذبية قوية، لا يمكن للضوء الهروب منها، أما النجوم النيوترونية فهي نجوم ميتة كثيفة، ويُقدر أن ملعقة صغيرة من مادة من نجم نيوتروني تزن حوالي 4 مليارات طن.

 

ويعد كلا الجسمين بمثابة وحوش كونية، لكن الثقوب السوداء أكبر بكثير من النجوم النيوترونية، وفي التصادم الأول، الذي تم اكتشافه في 5 يناير 2020، اصطدم ثقب أسود كتلته 6 أضعاف ونصف كتلة الشمس، بنجم نيوتروني أكبر بمقدار 1.5 مرة من النجم الأم.

 

وفي التصادم الثاني، الذي تم تسجيله بعد 10 أيام فقط، اندمج ثقب أسود من 10 كتل شمسية مع نجم نيوتروني من كتلتين شمسيتين، وعندما تصطدم أجسام ضخمة مثل هذه فإنها تخلق تموجات في نسيج الفضاء تسمى موجات الجاذبية، وهذه التموجات هي التي اكتشفها الباحثون.

 

ونظر الباحثون إلى الملاحظات السابقة برؤية جديدة، خاصة أنه من المحتمل أن يكون العديد منهم تصادمات غير متطابقة، واكتشف الباحثون اصطدام ثقبين أسودين، بالإضافة إلى نجمين نيوترونيين ، لكن هذه هي المرة الأولى التي اكتشفوا فيها اصطدام نجم نيوتروني بثقب أسود.

 

ويعد الاصطدام الأخير مهم نظرا لأنه وفقًا للنظريات الحالية والملاحظات السابقة، تميل النجوم النيوترونية إلى الاصطدام بالنجوم النيوترونية الأخرى، وينطبق الشيء نفسه على الثقوب السوداء.

 

وهناك عوامل تقلل من فرص العثور على الكائنين معًا، لكن الاصطدام بين النجمين النيوترونيين والثقب الأسود، قد يتحدى تلك النظريات السائدة.

 

وبحسب أحدث دراسة تنتمي إلى مجموعة أخرى من النظريات، والتي تفترض أن الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية موجودة بالفعل، تشير هذه النظريات البديلة إلى أن النجوم والمجرات تشكلت بطرق مختلفة عن الصورة التي رسمتها وجهات النظر المعتادة عن كيفية تشكل الكون.

 

على سبيل المثال، على مدى بلايين السنين، أنتجت النجوم العديد من لبنات البناء التي تشكلت منها الهياكل الكونية الكبيرة، مثل الكواكب والمجرات، ويرتبط إنتاج ما يسمى بالعناصر الثقيلة داخل النجوم، مثل الحديد والكربون والأكسجين، بنسبة الثقوب السوداء وأزواج النجوم النيوترونية في الكون.

 

ويشير الاكتشاف الجديد إلى أن النجوم تنتج عددًا أقل من العناصر الثقيلة وتدفعها للخارج بقوة أقل مما كان يُعتقد سابقًا، وهذا بدوره له آثار على ملاحظات العالم الواقعي للكون، ولا توجد نظرية موجودة يمكنها أن تشرح تمامًا ما يراه علماء الفلك في الفضاء.


-