الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد زلط يكتب: شجون أخلاقية (1)

صدى البلد

الكاتب الكبير يوسف زيدان، قام بتأليف ثلاثة كتب، تحمل كلمة "شجون"، وهى "شجون عربية"، "شجون مصرية"، "شجون تراثية"، وأخيرًا "شجون فكرية" وكلمة "شجون" التي أوردها في العناوين السابقة، كانت تحمل معنى "الغصن المشتبك"، وكان يريد من خلالها توضيح بعض المفاهيم المتداخلة، والتي تنعكس بدورها على سلوكياتنا، فعلى سبيل المثال يقال "هذا حديث ذو شجون"، أي أنه متشعب يحتاج الكثير من الشرح، حتى نفهم المعنى المقصود منه.

الكُتب الأربع قرأتها منذ عامين تقريبًا، ولروعتها تمنيت أن يكون هناك جزءًا خامسًا يحمل عنوان "شجون أخلاقية" لتوضيح بعض المفاهيم المتشابكة أيضًا داخل مجتمعنا المصري، وعلى الرغم من اختلافي مع الكاتب الكبير في بعض الأفكار، إلا أنني تمنيت أن التقي به لأقول له "أين الجزء الخامس!!"، لكن يبدو أن الأمر سيكون بيدي لا بيد "زيدان"، المعروف بطريقته الرائعة في إيصال المعلومة دون حياد.

في المجتمع المصري هناك مثل شائع يقال دائما عند نشوب أى خلاف قائم بين طرفين، وهو "أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب"، ويراد بالمثل الوقوف مع "القريب" ضد "الغريب"، لكن للأسف ذلك المثل تعدى حدود الأخلاقيات، وبات الأخ يقف مع أخاه ضد ابن العم حتى ولو كان مخطئًا، وابن العم مع الغريب حتى وإن كان من أرباب السوابق.

تخلينا عن المبادئ والقيم، وأصبحنا نقف أحيانا مع الظالم ضد المظلوم، ومع الباطل أمام الحق، ولما لا!!، فأخي أغلى من ابن عمي، والأخير عندي أغلى من الجميع، لكن أين الحق والعدل، "لا وجود لهما"، تعلقنا بالأمثال الشعبية، ونسينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قلنا: يا رسول الله، نصرته مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟ قال : «تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ؛ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...
 وللحديث بقية.