د. شيماء علام تكتب: الشريك الكابوس

قد يكون حبيبا، خطيبا أو زوجا قد يكون مديرك أو صاحب العمل ولكن والمؤكد أنه ( كابوس) أنه الشريك النرجسي ( الشريك الكابوس) 

النرجسية مصطلح  قد يكون طرق علينا جميعا ومررنا عليه مرور الكرام ونحن لا نعلم توصيفها وربما نكون أحد ضحايا شخص نرجسي دون أن نشعر.

 

هل سمعت عن ( هتلر ) أدولف هتلر) القائد الأعلى للرايخ الثالث، ورئيس الحزب النازي الحاكم لدولة ألمانيا، أحد أقوى الديكتاتوريين وأكثرهم عنفًا ودموية في القرن العشرين، والسبب الرئيسي لقيام الحرب العالمية الثانية من أجل تحقيق حلمه وهوسه في السيطرة على العالم، وجعْل الجنس الآري هو السيد والحاكم لكل بقاع الأرض.

 

ولا يختلف الأمر كثيرا عن ( ستالين) و( مرسلينى) هؤلاء نموذج موضح للرجل النرجسي.

 

فالنرجسية هى نوع من أنواع اضطراب الشخصية التى يسيطر فيها حب الذات ويطغى على جميع الصفات الإنسانية والعاطفية وربما يكون أحد ضحاياها الرجل وربما تكون المرأة.

 

(الشريك النرجسي) واقل ما يوصف به ( كابوس) يصعب الاستيقاظ منه، متطرف في حب ذاته والتقليل من الآخر، مصاص طاقة فنان وبارع في قلب الطرابيزة وانتهاز المواقف وتصيد الأخطاء. 

 

الشريك النرجسي المريض النفسى الذى يتمتع بالقدرة على إقناع الأطباء نفسهم ان المشكلة عند الطرف الآخر فهو بارع في فن قلب الطرابيزة 

لديه قدرة رهيبة في استغلال الآخرين واستخدام قدرات كل المحطين يعامل البشر كالعرائس المتحركة ويستمع بتحريكهم للاستفادة بأكبر قدر من المنافع.

 

شخص بعيد كل البعد عن المشاعر والمعنويات لا يتحدث إلا بلغة الأرقام والماديات.

لغة الجسد لديه يعلوها التعجرف والغرور.

وسواس وخوان لأبعد الحدود 

رغباتك وإحساسك اخر شيء في اهتماماته حتى انه يتطرق لاستخدام كامل حقوقه عنوه دون عن رغبتك .وربما يكون تعرض لنوع من أنواع الاذى البدنى او احد الاعتداءات في طفولته وافعاله هذه ما هى إلا رد فعل عكسى للانتقام من مجهول في شخصك.

 

بالنسبة للرجل النرجسي هو من يرى نجاح شريكته فشلا له ودائما المقارنة قائمة في ذهنه وربما يتعمد نقل فكرة أن أى شيء وصلت له عادى والأسوأ من ذالك أنه يعتبر أن أى نجاح لها هو صاحب الفضل فيه.

 

عند حكمه على الأمور يفصل كل الفصل بين نفسه والآخر فالمباح له محرم على الغير لديه نازية تفوق نازية (هتلر ).

يتعامل معك بنظرية الملكية الخاصة والحق المكتسب ولا يسمح لك بالخروج من الدائرة التى يرسمها في مخيلته.

يحاول عزلك من الأشخاص حولك وكل المحيطين حتى ينفرد بك لسهولة ممارسة نرجسيته. 

يتلذذ بمعاناة الاخرين.

 

يميل للتباهي وإظهار القدرات لسماع كلمات الثناء المبالغ فيها لتوطيد الشعور بالأهمية الزائدة، النرجسي يسير دائما بمبدأ ( افضل وسيلة للدفاع الهجوم ) وجميع ردوده حاضره وقد تندهشين من قدرته البارعة في إقناع الاخرين بأن المشكلة لديكى وانه شخص مثالى وربما لديه القدرة على إقناع المتخصصين أيضا فهو بارع في فن ( قلب الطرابيزة) واستخدام كلام الحق الذى يراد به باطل.

 

حينما تكون له حاجة عندك تكون أنت شغله الشاغل.

يحسد الآخرين ولاذع الانتقاد ويعشق الدخول في حياة الاخرين الخاصة ومتطفل لأبعد الحدود .

جاهز بملفات أو سيديهات من عشرات السنين لأى إخفاقه لاستخدامها في الوقت المناسب ليخرج فايز فهو ذات عقلية لا تتقبل الخسارة.

 

والسؤال هنا في حال اكتشافى انى في علاقه نرجسية ماهى الطريقة المناسبة للتعامل أو الإفلات من براثن النرجسي؟

أولا وقبل أى شيء عليك الإدراك أن المشكلة ليست بك وأن الأمر ليس خطأك أنت.

 

عليك إدراك جيدا أنه لا جدوى من إصلاحهم فالطب النفسى ذاته يعجز عن ذالك ففى حال إذا كانت لديك القدرة على الإفلات حب نفسك وافعل فورا مع العلم بأن الشخصية النرجسية لا تسمح للضحية بالإفلات وحال الشعور بنية الضحية بذالك يقاتل النرجسي من أجل استعادتك ليس حبا للضحية ولكن حبا للامتلاك وربما فعلها  هو لاحقا كنوع من الرغبة في الانتقام. أما إذا قررت الاستمرار فعليك التعامل بذكاء وحرص فربما تسقط ضحية عدم التحمل أو تتحول لمريض نفسى او نرجسي لذالك توقى الحذر والخيار لك وفى حالة قررت الاستمرار عليك التحلى بالهدوء ولكن الهدوء المقترن بقوة فهؤلاء النرجسية لا يتوجسون شفقه على الضعيف وينطبق عليهم مثل ( لو عدى عليك الأعمى كل عشاه لو كان ربنا بيحبه مكنش عماه) لا ترق مشاعرهم فكل أمورهم عبارة عن لعبة الشطرنج خطة استراتيجية ممنهجة لمهاجمة وأسر قطع الخصم وفي نفس الوقت للدفاع عن بعضها البعض، ويمكن كذلك بلوغ الإماتة بالاستسلام الطوعي للخصم والذي يظهر بعد أن يفقد الكثير من العتاد أو تظهر استحالة تجنب الإماتة، ولكن الفرق أن النرجسي لا يتقبل فكرة أن تنتهي المباراة بالتعادل بعدة طرق مختلفة مقاتل بهدف كسر جماح ضحيته لذلك.

 

عليك عمل حدود وضوابط حيث إن الشريك النرجسي دائما في حالة اختبارك لاحتلال أكبر قدر من مساحتك الشخصية ببساطة كده حطك دائما في التجربة وكلما تنازلت عن شيء اعتبره حقا مكتسبا وسعى لاكتساب المزيد وهكذا.

 

وأخيرا أحب أن أؤكد على أن لا تأخذ الأمور بشخصية فالعيب ليس فيك وإنما الموضوع فقط مجرد أن القدر وضعك ضحية لشريك نرجسي ( شريك كابوس)فعليك أن تحب نفسك وتقدرها سواء قررت البقاء والتعايش والتعامل أو الفرار من براثن الذئب.

دمتم بخير.