الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل مفخخة .. بايدن يكشف موقفه من سوريا بـ7 قنابل زنة 500 رطل..ما القصة

صدى البلد

استيقظ السوريون صباح اليوم على قصف جديد استهدف بلادهم التى جعلتها سنوات الحرب أرضا مستباحة للقاصي والداني.

القصف هذه المرة ربما مختلف نوعًا ما، خاصة أن مصدره أمريكا وليس إسرائيل كالعادة، كما أنه يعتبر الأول الذى تنفذه وزارة الدفاع الأمريكية"البنتاجون" فى عهدها الجديد وفى ظل إدارة الرئيس الأمريكي  جو بايدن.

وكانت "البنتاجون" قد شنت فى الساعات الأولي من صباح اليوم غارات جوية في شرق سوريا، استهدفت خلالها مباني قال عنها بيان وزارة الدفاع الأمريكية، إنها تابعة لـميليشيات موالية لإيران، متورطة فى الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية وحلفائها في العراق.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات كانت محسوبة بدقة، حيث أسقطت سبع قنابل زنة 500 رطل على مجموعة صغيرة من المباني، عند معبر غير رسمي على الحدود السورية العراقية تستخدم لتهريب الأسلحة والمقاتلين، ودمرت على وجه التحديد عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من قوات الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد أكد بيان لـ البنتاجون، أن الرئيس بايدن أذن بالضربات ردًا على الهجمات الصاروخية في العراق والتهديدات المستمرة لأفراد القوات الأمريكية والتحالف هناك.

وبحسب المرصد، فإن القصف الذي جرى عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت دمشق، أدى لتدمير 3 شاحنات للذخيرة كليًا، وعمدت القوات الإيرانية والميلشيات الموالية لها بعد الضربة مباشرة إلى إخلاء مواقع ومقرات عدة في البوكمال وإعادة التموضع بمواقع ونقاط أخرى خوفًا من استهدافات متتالية.

ويري خبراء ومراقبون حاورهم موقع "صدى البلد" الإخباري، أن القصف الأمريكي لمناطق انتشار الميليشيات الإيرانية داخل سوريا حمل الكثير من الرسائل وكشف عن نيات إدارة بايدن تجاه الملف السوري.

واعتبر الباحث السوري إبراهيم كابان رئيس مركز الجيواستراتيجي للدراسات إن الأمريكيين وفق استراتيجيتهم الجديدة يبرزون مبدأ الحضور الكثيف في فك وربط الحدث السوري، بعكس السياسات السابقة التي اتخذها ترامب للصفقات المؤقتة في سوريا.

وقال كابان لـ صدى البلد إن بايدن يريد أن يؤكد أن وجودهم في سوريا ليس مؤقتًا بقدر ما هو فاعل وضروري وإستراتيجي.

وأشار الباحث السوري إلى أن هذه الضربات في سياق السياسات الامريكية الجديدة لمحاسبة إيران التي هي عقدة تهديد بالنسبة لإسرائيل وحلفاء أمريكا من الخليج العربي، وكذلك تضخم النفوذ الإيراني في المنطقة شكلت قوة لها في نهب خيرات هذه المنطقة من اجل دعم مشاريع النظام الإيراني وبالتالي العقوبات المعتمدة أمريكيًا لم تأت بنتائج مثمرةـ، لهذا فإن مثل هذه الضربات تضعف الوجود الايراني، وكذلك إبعادهم عن المشهد السوري شيءً ما وبالتالي تضعيفهم في سوريا ولبنان والعراق، بحكم ما تتعرض له القواعد الأمريكية ودبلوماسيوها في العراق وتصدر قرار قصفها في طهران، وهذا يعني أن التهديد الايراني للوجود الأمريكي بات يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل وحلفاء امريكا من العراق السنة.

وشدد الباحث السوري، على أن الوجود الأمريكي في سوريا لم يعد يقتصر على مسألة حماية النفط بل الاستراتيجية الجديدة تفرض تحركات جديدة أكثرة صرامة وحدة، ونتائج ميدانية، وعمليات القصف التي كانت اسرائيل تنفذها في سوريا بشكل اسبوعي الان اصبحت جزءًا من السياسات الأمريكية، وبالتالي سنشهد وبشكل متواصل مثل هذه الهجمات الجوية الأمريكية، وهذا يعني ان النظام السوري محاصر في محور محدد ولم يعد يستطيع أن يتحرك باتجاه مناطق الإدارة الذاتية من طرف، وبنفس الوقت لا يمكن له أن يؤوي الوجود الإيراني في سوريا.

وقال إنه بات واضحًا إن هذ الوجود الأمريكي يفرض نفسه ليكون الاساس في أي اتفاقيات أو تطورات في الحدث السوري أولًا والعراق والمنطقة ككل.

بدوره، قال فراس قصاص رئيس حزب الحداثة والديمقراطية السوري إن الهجوم الأمريكي الذى وقع فى الساعات الأولي من صباح اليوم وفقا لما صرح به الطرف الأمريكي يأتي ردا على استهداف إيران من خلال ميليشياتها للقوات الامريكية و قوات التحالف في العراق.

وأوضح قصاص فى تصريحات خاصة لـموقع صدى البلد الاخباري، أن الهجوم حدث كما ورد عن الأمريكيين بإقرار وموافقة الرئيس الامريكي بايدن ، الأمر الذي يؤشر بقوة وعلى العكس من بعض السياسيين والمراقبين  إلى صلابة الإدارة الأمريكية الحالية في مواجهة إيران هذا من جهة؛ومن جهة أخرى استهداف ميليشيات إيران فوق الأراضي السورية أيضا مهم لجهة توظيف الردع الأمريكي الحاصل لإيران في استهدافها للولايات المتحدة في العراق وتوظيفه في سوريا بما يكون لصالح الوضع السوري ويظهر استراتيجية بايدن بالمعنى الواسع للكلمة في مواجهة إيران وملفها النووي بحيث تشمل الوقوف في وجه التدخل الإقليمي لإيران إلى جانب منع حيازتها للأسلحة النووية.

واعتبر السياسي السوري أن الاستهداف الأمريكي لميليشيات إيران في سوريا يحوز مؤشرات مهمة بحق، مشيرا إلى أن هذا الرد غير المباشر على ايران نوع حصيف من استجابة الولايات المتحدة لسياسة إيران في الاستهداف غير المباشر لأمريكا عبر ميليشياتها.

وأكد أن القصف الأمريكي يؤشر على إصرار واشنطن على اخراج إيران من مسرح الحدث السوري، واهتمامها بتقويض التدخل الإيراني في المجال الإقليمي، لافتا أن هذا التقويض مهم بالنسبة للولايات المتحدة في بناء أي استراتيجية للاتفاق مع إيران وحلحلة الملف النووي الخاص بها.