الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: أبشع التجارب على البشر

صدى البلد

إن القضايا التى تندرج تحت قضايا الفضائح الإنسانية تظل تحت إطار التخفى إلى أن يكشف عنها الغطاء وتطفو على السطح مرة أخرى بسبب تفشى الأمراض إما نتيجة الحروب البيولوجية أو إجراء التجارب لمعرفة مدى فاعلية الأدوية على البشر دون علمهم....

ومن أبرز تلك التجارب شراوشيطانية على أيدى الأطباء ففى العام 1952 أجريت دراسة على سكان جزر مارشال وقد تم تعريضهم للإشعاع النووى وقد تمت ملاحظة النتائج على الضحايا فى هدوء تام حيث سجلت حالات إجهاض ووفيات للأجنة داخل رحم الأمهات بالإضافة إلى تأثر نمو الطفل فى تلك الفترة مع زيادة الإصابة بسرطان الغدة.

وفى العام 1974أصيب ما يقرب من ثلثى سكان الجزيرة بالأورام السرطانية.

وفى العام 1939أجرى {ويندل جونسون} الطبيب الشرعى تجارب نفسية على ما يقرب من 22 طفلا حيث تلقى نصفهم علاجا إيجابيا والآخرين تعرضوا إلى شحنة سلبية قاسية أدت إلى خلل كبير فى قدرتهم على النطق لما أثر على حياتهم المستقبلية.

وفى الحرب العالمية الثانية قام النازيون بإجراء تجاربهم الوحشية على اليهود والغجر والبولنديين والمثليين جنسيا حيث تم إخصائهم قسريا وقاموا بتعذيب الأخرين عن طريق إجراء تجاربهم غير الآدمية حيث كان يتم تعريضهم للبرد لمدة طويلة بالوقوف بالثلج وملاحظة مدى تأثرهم كما قاموا بتعقيم النساء بإختبار بعض الأدوية وحقن الأجنة فى أرحام الأمهات.

وقد وصلت حالات التعذيب إلى البتر بدون مخدر وحقن السجناء بالبكتيريا والأمراض عمدا لدراسة آثارها.

وفى الحروب الباردة كان السجناء لدى السوفيت ضحايا للتجارب المميتة فقد سعى السوفيت إلى تطوير الغاز السام القاتل عديم الرائحة والمذاق فى المختبرات وتم تجريبه على السجناء دون علمهم.

وفى أمريكا تمت التجارب العلمية خلال فترة العبودية المخزية فى تاريخ أمريكا بين العامى 1845:1849 قد تمت العمليات دون أن يتلقى العبيد خلال تلك الفترة أى مخدر وقد أجريت للبعض منهم حوالى 30 عملية متتالية.

وقد أجريت تجارب الإشعاع المميتة خلال الحرب الباردة لمعرفة آثار الإشعاع النووى على البشر وإلى أى مدى يتأثر الإنسان وقد أجريت التجارب بشكل سرى فى عامى 1960:1971.

وقد تم إخضاع عدد88 من الأفارقة إلى التعرض للإشعاع دون موافقتهم حيث كان الهدف منه دراسة نتائج الإشعاع على مرضى السرطان وقد أصيبوا حينها بالغثيان والقئ وآلام المعدة وفقدان الشهية.

وقى العام 1965:1966 تعرض ما يقرب من 75 سجينا إلى أبحاث جديدة للأمراض الجلدية فى السجون الأمريكية وتم حقن السجناء بجرعة عالية من الديوكسين السام تعدت 468 ضعف الجرعة المقررة لتظهر على السجناء العدوى الجلدية وظل السجناء يعانون منها حتى بعد انتهاء الأبحاث فقد ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تجرى تجاربها على البشر لمدة أربعين عاما على الزنوج الفقراء الأميين.

فكل ماتم إحصاؤه موثق وظهر إلى العلن معلنا عن أبشع التجارب  التى مازلنا نعانى منها إلى اليوم حيث تقوم شركات الأدوية بإعتماد وإجازة تداول الأدوية داخل حدودها الدولية بعد تداوله لفترة طويلة فى البلدان الفقيرة ورغم الدروس القاسية وإدراج تلك الجرائم تحت بند التجريم إلا أننا مازلنا نعانى فهذه المرحلة لم تقدم سوى حضورا سيئا لاتجاهها بالمتاجرة بصحة البشر فلم نتخطى هذه المرحلة التى تعد من أبشع جرائم البشرية فلم نجد على وجه الأرض كائنات تواقة للإيذاء أكثر من البشر فيجتهد الكثير من المجتمعات إلى جمع واقتناء الثروات على حساب الآخرين إذ لا بد من تقليص الفوارق بين المجتمعات المختلفة والسمو بالإنسان دون النظر إلى الحدود التى ينتمى إليها.

إلا أن البعض يعمى  بالنفوذ والسلطة وهنا يكمن بيت القصيد فالمشكلة لها أكثر من زاوية وباب ولكن الحل مايزال ممكنا ويبقى الأكيد أن العالم لم يعد يجد الخلاص على يد العلم فقط ولكن عندما يبعث الضمير الإنسانى من جديد.