الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد العيسوي يكتب: النواب.. مقترح زرزارة سنبل لأطفال الشوارع

صدى البلد



عام 1984 جسد الممثل العالمي الفنان الأستاذ محمد صبحي تجربة فريدة من نوعها في العصر الحديث كانت تهدف في المقام الأول إرسال رسالة قوية لمن يبحث عن العمل، وقتها كان السائد الأعظم هو سفر العمالة المصرية للخارج وخصوصا لدول الخليج من أجل العمل في المهن المختلفة وكان المنتشر حينها هي المهن الحرفية من نجارين وزراعيين وغيرها بالإضافة إلى الأطباء والمعلمين، وأن كان الأكثر انتشارا هى المهن الحرفية بحكم أن العامل المصري "الصنيعي" وخصوصا من مهن البناء لديه من الجودة ما يجعله مميز عن غيره بالإضافة إلى أن هذه الدول في ذاك الوقت كانت أغلبها في مرحلة بناء، وكانت مصر تتمتع بيدي عاملة كثيرة وكان الحلم هو الوصول إلى بر الدول الخليجية وخصوصا السعودية والعراق.
الفنان محمد صبحي استغل هذه الفكرة ووضع لنا عنوانا للبحث عن المليون في مسلسل "رحلة المليون" من تأليف أحمد عوض وإخراج أحمد بدر الدين وعرض على التلفزيون المصري في العرض الأول في 31 مايو 1984 وتدور القصة عن نزوح "سنبل" الفنان محمد صبحي إلى القاهرة بحثا عن عمل وهناك يقطن برفقة خاله ويبدأ رحلة الوصول إلى المليون عبر مشروعه العملاق وقتها "بامبرز الحيوانات" استطاع من خلاله أن يكسب مئات الجنيهات ويوفر فرص عمل وبعد أن حصل على المليون فكر "سبل" في البحث خارج الصندوق وفكر في الصحراء التي تتمتع بها مصر وكذلك في الأيدي العاملة الموجودة وخصوصا من أهالي الصعيد والأرياف الذين كانوا يحلمون بركوب الطائرة والوصول إلى أراضي الحجاز بالسعودية للعمل هناك وأخذ سبل يفكر في كيفية استغلال هذا الحلم ويحقق ذاك الطموح في الوصول إلى ملايين الجنيهات ويوفر فرص عمل للقضاء على البطالة وكذلك يخدم البلد عبر توفير الغذاء من هذه الصحراء الجرداء ونجح "سبل" في جمع عدد كبير ووعدهم بركوب الطائرة والعمل في الخارج.
وبالفعل حصل سبل على ما يريده وجمع الأهالي وحقق حلمهم في توفير فرصة عمل عبر ركوب الطائرة والوصول إلى بقعة من أجمل وأهم بقاع مصر أنها محافظة البحر الأحمر وهي بالفعل قريبة من الحدود السعودية وركب العمال طائرة الخطوط الجوية المصرية "إير سيناء" ونجح في نقله من الوادي الضيق وأدخله في طريق جديد للعمل هو تعمير الصحراء وتوفير فرصة عمل وتحقيق خدمة للوطن من خلال تعمير الصحراء وتوفير الغذاء.وظهرت "زرزارة" كصحراء في مسلسل سنبل بعد المليون، واليوم أعتقد أن هذه المدينة وبعد التعمير أصبحت قريبة جدا من مدينة الغردقة وتقوم الدولة حاليا بإعادة إحلالها بسبب انتشار العشوائيات بها.
واليوم وبعد أكثر من ربع قرن ، ظهرت هذه الفكرة ولكنها بمفهوم جديد الغرض منه هو توفير فرص عمل للأطفال والشباب وخصوصا أطفال الشوارع الذين أصبحوا عبئا على الدولة بل لا أكون مبالغا إذا قلت إنهم قنبلة موقوتة أمام الدولة.
احدى النائبات من الشباب الذي يغزو مجلس النواب في فصله التشريعي الثاني، عملت على التفكير خارج الصندوق وعرضت فكرة أمام وزيرة التضامن الاجتماعي ودعمتها باقتراح للمجلس بضرورة العمل سويا كمؤسسات الدولة من أجل إعادة دمج هؤلاء الأطفال والاستفادة منهم وإفادتهم هم في المقال الأول من أجل أن يتعلم كل طفل مهنة تكون عونا له في مستقبله عبر توفير مناطق للعمل والتدريب لهؤلاء وخصوصا فتح أفاق جديدة كالعمل في الزراعة أو الصناعة أو غيرها من المجالات. 
النائبة آيات الحداد، عضو مجلس النواب، حاولت أن توصل فكرتها وهي تتكلم بحس وطني وتلقائية وبروح الشباب وبنظرة مستقبلية وبعطف مع هؤلاء الأطفال بأن يتم دمجهم في المجتمع عبر تعليمهم وتدريبهم على مهنة يستطيعوا العيش بها في المستقبل ويخدموا أنفسهم ووطنهم، وحينما أرادت أن توصل الفكرة أكثر للمستمعين بالجلسة العامة استشهدت بتجربة محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة في القرن التاسع عشر، بعدما جمع الأطفال الذين بلا مأوى ووضعهم في معسكرات في الصحراء، وعلى الفور وكالعادة أمام أي فكرة جديدة أو تعبير يقصد في مضمونه وجوهره خير ينقلب الأمر على صاحبه حيث تحولت الفكرة في الإعلام المعادي للدولة وأصحاب لا ضمير إلى أفكار شيطانية أخرى بعيدة كل البعد عن الضمير الوطني الذي كان يقصد خير للأطفال حيث قال هذا الإعلام المضلل إنها (النائبة أيات) تريد العودة إلى عصر العبودية، عن أي عبودية يتحدثون ..عبودية المرشد الذي لا يجرؤ أحد منهم أن يفكر في عقله قبل أن يستأذن المرشد أو حتي يحلم في منامه إلا بعد أن يوافق المرشد بل وأكثر لا يستطيع أن يتزوج إلا بمباركة المرشد .. إذن أين العبودية في ذلك؟.. القصد هو خلق فرص عمل لهؤلاء الأطفال وتدريبهم وإبعادهم عن التسول والتجارة في البشر وأعضاء البشر وخصوصا أن هؤلاء الأطفال ظاهرة تسيء إلى واجهة مصر الحضارية أمام الزائرين الأجانب.ورغم كل محاولات النابئة للدفاع عن موقفها إلا أن أهل الشر والعبودية حاولوا تحريف كل هذه المحاولات وأنا من منطلق المتابع للموقف أقول للنائبة لا تحاولين ..فأنتي تحدثتي بدافع المسئولية الاجتماعية واستطاعت أن ترسلي الرسالة الإنسانية ويكفي أنكي تتحدثين عن أطفال الشوارع... فأصحاب العبودية الحقيقية استغلوهم في تظاهراتهم ضد الدولة فلا تكترثين لهولاء وأمضي في طريقك فأنتي تريدين الخير..والخير قادم طالما يوجد مثلك.
وبعيدا عن هذا الموقف، تظهر في جلسات مجلس النواب في ثوبه الجديد (فصله التشريعي الثاني) مواقف عديدة تبشر بالخير أيضا، فهناك أجواء جديدة تقول إننا أمام دور رقابي مختلف لمجلس على رأسه قامه وقيمة دستورية تتمتع بحكمة وإدارة تقول إن القادم أفضل بإذن الله ، أنه المستشار الدكتور حنفي جبالي وكذلك هئية مكتب ورؤساء لجان تنظر بوجبهة تشريعية ورقابية دسمة من أجل الوطن والمواطنين والله الموفق والمستعان.