الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمل مصطفى تكتب: سجن بلا قيود

صدى البلد

لماذا يقال: أن شخصًا لا يزال على قيد الحياة. هل نحن في سجن نسعى طوال العمر لكسره للخروج منه؟.

يقول الرافعى أشد سجون الحياة فكرة خائبة يسجن الحى فيها ، لا هو يستطيع أن يدعها ولا هو قادر أن يحققها. 

فهذا يمتد شقائه وألمه ويلتهم كل جميل فى نفسه ولا يزال كأنه على أول الألم لا يتقدم نحو النهايه ، مغمور فى تعاسته ، وذاك يتألم  ولا تزال تشعره الحياه أن كل ما فات من العذاب انما هو بدء العذاب ..
كثير من الناس يعيشون فى ذكرياتهم بحلوها ومرها يعيشون وفى أعينهم وأفكارهم يمر شريط الذكريات ما بين دمعة وضحكة وابتسامة ، يتذكرون الماضى بكل ما فيه يحبسون انفُسهم ضمن أحداثه ويترحمون على زمن مضى لم يبقى منه إلا الذكرى ، وهناك آخرون تمر عليهم الأيام يوم بيوم يأكلون ويشربون داخل جدران قاتمة دون أي احساس بالحياة الطبيعية حتى لو كانت حياتهم قاسية.

وهناك من تسجن روحه داخل جسد ضيق لا يناسبها وتتأرجح مع تقلبات الأيام لا تدري ماذا تريد وما هو هدفها وماتتمنى وتحلم، وأرواح تخللها اليأس والألم وزهدت فى حظها من الدنيا فقررت التخلص من الحياة فعجلت بنهايتها.

وهناك من هو حبيس مشاعره داخل سجن شيده له قلبه اسير عشق وحب لمن لا يقدر مشاعره ويستهين بها، يذوب قلبه عشقا وعطاء والآخر غير مكترث بفيضان عاطفته يستغله ويستغل عطائه، ويستنفذ طاقته ، وهو لا يستطيع التخلص من قيود عشقه ، هذا السجين يأخذ بنفسه لينفذ حكم الاعدام ببطىء على روحه وكيانه الى ان يفنى وجوده داخل سجن محبته..!!

وايضا من يسجن روحه داخل الملذات والمسكرات يشبعون ارواحهم الهائمة بالمخدرات يبتغون السعاده ولكنهم بحاله من الحزن والكدر دائما وايضا من يعيش حبيس مصلحته لا يرى إلا نفسه  مقيدً بأنانيته المفرطه وحب تكديس الأموال غير مبالي بأى طريقة يجمعها وعلى حساب من تأخذ وتحصد، منافق  متملق  للوصول الى أعلى المناصب  تسيطر على أفكاره،  فكرة أن الغاية تبرر الوسيله ، وامثاله كُثر من يصعدون على أكتاف الغير يضعون نصب أعينهم أنفسهم فقط حتى لو كان على حساب الأخرين ، احيانا نسجن فى ذاتنا ونشعر بالوحده والغربه مقيدين بأفكار عقيمه باليه تحجب عنا نور الحرية فالوجود فى جوهره حريه والحرية تتمثل بالاختيار..!! 

لذا فإن سجن العقل وقيد الفكر أشد من القضبان الحديديه قسوه لأنه يشعر السجين فيه إنه على هامش الحياه مجرد رقم يموت يحيا يسعد يغضب يقترب يبتعد غير مؤثر فى شىء ولايفرق شىء..!
 السجن الحقيقى هو سجن النفوس فليس كل سجين وراء القضبان محبوس ولكن ليس كل من خارج الأسوار حر .
فالمسؤول فعليا عن حياة الانسان هو الفكر ، والإبداع، والذاكره ، والوعى ، والإدراك، والتخطيط السليم. 

خلق الله الإنسان حر وسخر له الدنيا ومافيها ومنحه العقل والحكمه ليختار طريقه فى الحياة وهو الذى يغيره ويصنع قضبان سجنه بإرادته فإذا حدث ووقع فى مشاكل وهموم تصور أنه مقيد بها ولا يستطيع الخروج منها وإنه حبيس همه غير مدرك أنه بدنيا لا تخلو من الضغوط، وطبيعة ايامها تكسر القوى وتجبر الضعيف ، علينا ان نواجه مشكلنا ونبسط تحليلنا وافكارنا لحل مشاكلنا ببساطه ودون تعقيد  ..فأنت من يختار مصيره عندما تغذى عقلك بالأفكار الإيجابيه وتراقب افعالك وتقوم عاداتك التى ستصبح طباعك هنا ستحدد مصيرك هل ستشيد سجنك بيديك أو تكسر قيودك وتخرج إلى الحياه مفعم بالأفكار البنائه مشرق على العالم بروحك المعطائة المشرقة ممتزج بأحداث  الحياه حلوها ومرها هنا الاختيار وعليك ان تختار والآن.