الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللهم اشهد أني بلغت.. قصة معارض لبناني وجد مقتولا في سيارته برصاصتين في الرأس

الناشط اللبناني لقمان
الناشط اللبناني لقمان سليم

وجدوه جثة هامدة فى سيارته، طلقتان في الرأس كتبتا نهايته، هو الناشط اللبناني لقمان سليم الذى وجد جثة هامدة بعد أن أمضى حياته معارضا للسلاح والتحالف مع إيران، والتوظيف الجاري لها فى الداخل اللبناني، ولكن رغم أنه تعرض لهجوم إلا أنه لم يترك لبنان أو فر بعيدا عن التهديدات التى كان يتلقاها، وظل باقيا إلى طالته يد الغدر.


بقي لقمان ملتصقًا بحارة حريك، وأسس جمعية "أمم" ومارس نشاطات ثقافية واجتماعية وفكرية، ولم يخجل من علاقته على هذا الصعيد مع سفارات داعمة لنشاطات مؤيدة للحريات ومناهضة للون الواحد والقمع، حيث جاءت تصفية سليم لـ تستعيد أدوار الرجل وتموضعه السياسي، من دون إغفال ضرورة بقاء الكلمة الفصل للتحقيق، فالحادثة بدلالاتها الخطرة توجه رسالة ترهيبية إلى الناشطين المعارضين للبيئة الأحادية، وتؤكد انغماس لبنان في حقبات مظلمة، وذلك وفقا لما نشرته صحيفة "النهار".

 
دائما كان لقمان يتنبأ بالمستقبل الأسود والموت، حيث أصدر بيانا عقب تعرض خيمة "الملتقى" في ساحة الشهداء لاعتداء فى شهر ديمسبر الماضي، قال فيه: "اللهم اشهد أني بلغت"، وأشار سليم في بيانه إلى تعرّضه ومنزل العائلة في حارة حريك للتهديد والترهيب، للمرّة الثانية خلال 48 ساعة، واضعًا نفسه والدار وأهلها في حماية الجيش والقوى الأمنيّة اللبنانية.

 
وقال: "للمرَّة الثانية، خلال 48 ساعة، يسعى الخَفافيشُ، بَيْنَ الظُّلْمَةِ والظُّلْمَة، لتهديدي وإرْهابي مُتَعَرِّضين لحُرْمَةِ دارة العائلة في حارة حريك ــ علمًا أن هذه الدارة تأوي أيضًا مكاتب مؤسَّسَتي "أمم للتوثيق والأبحاث" و"دار الجديد، وكانت المرة الأولى ليلة 11/12 من خلال تنظيم تَجَمُّع داخِلَ حديقة الدّارة هَتَفَ بِعِباراتِ التَّخوين والشَّتيمَة، وكانت المرة الثانية 12/13، عندما قام الخَفافيشُ أنْفُسُهُم بإلصاق شعاراتِ التَّخوين والتهديدِ على سورِ الدارة ومَداخِلِها".


كان اختفاء الناشط والكاتب الشيعي المعارض بشكل قوي لحزب الله قد أثار ضجة في لبنان، حيث فُقد الاتصال به منذ الثامنة مساء أمس، الأربعاء، خلال زيارته لمنزل صديقه في إحدى القرى جنوبي لبنان، حيث يتمتع حزب الله بسطوة كبيرة.


وذكرت مصادر أمنية في لبنان أنه تم العثور على الباحث والناشط السياسي لقمان ‏سليم مقتولا، اليوم الخميس، بعد ساعات من اختفائه.‏

 
وعثر على "جثة سليم داخل سيارته في النبطية جنوب لبنان".‏

 
ويعتبر لقمان سليم من أشد منتقدي "حزب الله" وسلاحه، ويرى أن أجندة الحزب  ‏خارجية، وتقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان.


هذا المعارض الشرس لحزب الله ولد في حارة حريك بالقرب في العام 1962، ثم انتقل إلى فرنسا في 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد إلى بيروت في 1988، وفي 1990 أسس دار النشر الجديدة التي تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل.

 
في عام 2001، انتقل سليم إلى السينما وأسس Umam Productions، الذي أنتج العديد من الأفلام، وفي عام 2004 شارك في تأسيس Umam Documentation & Research، وهي منظمة غير ربحية مقرها في حارة حريك جنوب بيروت، تقوم المنظمة بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعروضات، ونضم Umam أيضًا عروض الأفلام والمعارض الفنية والمناقشات المتعلقة بالعنف المدني وذاكرة الحرب.


في عام 2004 شارك في تأسيس مركز "أمم للتوثيق والأبحاث" وهي منظمة غير ‏ربحية مقرها في حارة حريك جنوب بيروت.


تقوم المنظمة بإنشاء أرشيف مفتوح ‏للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان، وتنظم وتسهل المعروضات ‏في "حظيرته" الشهيرة  للفنانين لمعالجة صراحة ندوب الحرب الأهلية اللبنانية ‏‏(1975-1990)، والتي تعتبر من المحرمات ولا تدرس على مستوى المدارس ‏الابتدائية أو الثانوية. ‏


وتعرّض سليم مرات عدة لتهديدات أعنفها خلال ثورة 17 أكتوبر ‏‏2019 حين أقدمت مجموعة تنتمي إلى "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة ‏أمل)على إثارة الشغب في خيمة يلقي سليم محاضرة فيها عن الحياد، فاتهموه ‏بالتطبيع وعمدوا على هدم الخيمة، ثم تظاهروا أمام منزله في حارة حريك متهمين ‏سليم بالعمالة.‏


ووفقا لليبانون ديبات فقد اعتبر تيّار المستقبل أن "اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم في إحدى قرى الجنوب جريمة مدانة برسم الدولة والقوى المحلية المعنية بأمن القرى الجنوبية".

 
وقال في بيان: "إننا في تيار المستقبل إذ نستنكر بأشد عبارات الاستنكار هذه الجريمة النكراء، نحذّر من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، ونطالب الجهات المختصة الأمنية والقضائية الشرعية إلى جلاء الحقيقة بأسرع وقت".


من جهته، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي للـ "MTV" أن "ما حصل اليوم الخميس جريمة مروعة ومدانة وأجريت منذ الصباح اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية لمتابعة تداعيات اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم".


ليبانون ديبايت
أما النائب المُستقيل نديم الجميل غرد في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر"، وفقا ليبانون ديبايت كاتبًا: "وعينا اليوم على نبأ اغتيال لقمان سليم يللي كان معروف بمواقفه الوطنية الجريئة ومتل العادة بكرا التحقيق بالجريمة بيختفي متل ما صر بجريمة إغتيال جو بجاني و قبلو منير أبو رجيلي وقبلن كتار من الشهداء".


وأضاف: "بيبقى السؤال، مين يللي قادر يخطط ويغتال و يضلّوا فوق المحاسبة بالمزرعة يللي عايشين فيا؟ وبترجعوا بتحكونا ببناء دولة ومحاربة الفساد؟".


وختم: "الله يرحمك لقمان ويصبّر أهلك".