الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكم بسجن زعيم المعارضة الروسية يفتح النار على موسكو.. صور وفيديو

بوتين ونافالني
بوتين ونافالني

حكمت محكمة في موسكو على زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، وفقًا لما ذكرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.


تم القبض على الرجل البالغ من العمر 44 عامًا بعد وصوله العاصمة الروسية يوم 17 يناير بعد عودته من ألمانيا.

 
كان نافالني في برلين يتعافى من تسممه بغاز أعصاب، يقال إنه لا يمكن إن يكون إلا لدى جهة عسكرية، وهو ما وجه الاتهامات إلى الكرملين بالضلوع في محاولة الاغتيال. 


وقالت المحكمة إن نافالني مسجون لأنه انتهك شروط المراقبة من قضية 2014 التي حُكم عليه فيها بالسجن ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ، أثناء تعافيه في ألمانيا.


وسيأخذ القاضي في الاعتبار 11 شهرًا قضاها نافالني بالفعل رهن الإقامة الجبرية كجزء من القرار.


وقالت محاميته أولجا ميخائيلوفا إنها ستستأنف الحكم، ذاكرة أن نافالني تلقى الحكم "بشجاعة كالمعتاد".


وأثار الحكم إدانة سريعة في الخارج، حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكين الحكومة الروسية إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن نافالني، وأصدرت المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها بيانات مماثلة.


كما أثار ذلك غضب أنصار نافالني الذين نزلوا إلى الشوارع وسط حشود كبيرة مساء الثلاثاء.


وعلق  نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وقال: "سننظر بعناية شديدة في تدهور وضع حقوق الإنسان في روسيا".


وذكر: "سنأخذ في الاعتبار ما حدث مع نافالني على وجه التحديد، وما حدث من اعتقالات جماعية لأولئك الذين نزلوا بشجاعة إلى الشوارع في أعقاب اعتقال نافالني، وبالطبع، سنأخذ في الاعتبار كل ذلك عند تحديد مسار السياسة المناسب".


وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين: "مثل أي مواطن روسي، يحق لنافالني التمتع بالحقوق المنصوص عليها في الدستور الروسي، وعلى روسيا التزامات دولية باحترام المساواة أمام القانون والحق في حرية التعبير والتجمع السلمي".


وأضاف: "نكرر دعوتنا للحكومة الروسية للإفراج الفوري وغير المشروط عن السيد نافالني، وكذلك مئات المواطنين الروس الآخرين المحتجزين ظلمًا في الأسابيع الأخيرة لممارستهم حقوقهم، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي".


ووجدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) أن إدانة نافالني في عام 2014، والتي كانت أساس الحكم الجديد، كانت "غير قانونية وتعسفية" و"ذات دوافع سياسية".


وسبق في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن هددوا روسيا بالعقوبات بسبب اعتقال  أليكسي نافالني والقمع الذي شنته الشرطة على المتظاهرين المؤيدين له.


وقال مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "موجة الاعتقال الأخيرة هي أمر يثير قلقنا كثيرًا، فضلًا عن اعتقال نافالني".


وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن "لكل فرد في روسيا الحق في التعبير عن رأيه والتظاهر" بموجب الدستور الروسي.


وأضاف ماس أن "مبادئ حكم القانون يجب أن تطبق هناك أيضًا. لقد التزمت روسيا دائمًا بذلك".


وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في حديث لراديو فرانس-إنتر، عن ما أسماه "الانجراف الاستبدادي" لروسيا، قائلا إنه "يجب إلقاء كل الضوء" على تسميم نافالني باعتباره "محاولة اغتيال".


ودعا قادة الاتحاد الأوروبي روسيا إلى الإفراج الفوري عن نافالني وجميع المتظاهرين المؤيدين لنافالني المحتجزين.


وسبق وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا ردت فيه على أن جهود الولايات المتحدة "لتحريض العناصر المتطرفة" على وسائل التواصل الاجتماعي سيكون لها آثار سلبية على العلاقات الأمريكية الروسية ، مضيفة أنه سيتم استدعاء الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو لـ "محادثة جادة".  


وعلقت الرئاسة الروسية، اليوم الأربعاء، مجددا على رد الشرطة وتعاملها مع الاحتجاجات المناهضة لاعتقال المعارض للرئيس بوتين، أليكسي نافالني، مؤكدة أنها "مبررة".


ووفقا لـ "روسيا اليوم"، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن "الاحتجاجات في روسيا أمر طبيعي لكنها يجب ان تكون مرخصة".


وقال بيسكوف إن "رد فعل الشرطة على المحتجين كان مرتبطا بالأخطار التي كانت من الممكن أن تظهر أثناء التظاهرات الاحتجاجية".


لكن أصل القصة في العداء المستحكم بين نافالني ضد بوتين، حيث سبق أن وصف نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "رجل صغير يعيش في قبو ولا يريدني أن أطأ بقدمي على الأرض في روسيا".


وقال نافالني: "السبب في ذلك هو الكراهية والخوف، لقد ساءه أنني نجوت من محاولة الاغتيال".


عندما حاول المدعي العام الاعتراض على كلامه خلال إحدى الجلسات، رد نافالني بالقول: "لست بحاجة إلى اعتراضاتكم".


وقبل الحكم الأخير عليه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين لم يخطط لمتابعة جلسة الاستماع لمحاكمة نافالني، بل إنه يلتقي بدلا من ذلك "مدرسين يقومون بتدريس جيل المستقبل في روسيا".


وأشار تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" في ديسمبر إلى تورط جهاز الأمن الروسي (FSB) في تسميم نافالني، حيث تم تجميع أدلة تقول كيف أن وحدة النخبة في الوكالة تتبعت الناشط وفريقه لسنوات، بما في ذلك الرحلة إلى سيبيريا.


كما خدع نافالني أحد العملاء ليكشف لاحقا أنه تسمم بغاز الأعصاب نوفيتشوك الذي وضعه على ملابسه الداخلية.


ودفعت تلك المزاعم بوتين لأن يقول في ديسمبر إنه "إذا أرادت أجهزة الأمن الروسية قتل نافالني، فإنها كانت ستنتهي من المهمة".