الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد البيت الأبيض والتحديات الكبري


بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن ولايته الاولي  المليئة بالتحديات و المهمات استثنائية الملفات التي لا تقبل التأجيل داخليا وخارجيا فالظروف  الداخلية متخمة بالأوضاع غير المسبوقة  والتي تفرض نفسها كأولوية خاصة والوضع الخارجي  يمثل تحديات فرضتها تركة ثقيلة لسلفه.
 
حيث يواجه الرئيس الجديد أزمتين كبيرتين سيحدد مسار معالجة كلا منهما مدي نجاح ولايته أو فشلها الأولى عاجلة  وتحظى بمكان الصدارة بالنسبة لأولويات الإدارة الأميركية الجديدة وهي مواجهة جائحة كورونا  وتداعياتها علي الشعب الامريكي وهو الركيزة الاساسية  الذي استندت عليه حملة بايدن الانتخابية  وكانت نقطة الفصل في ترجيح كفته والذي بادر بالإعلان عن حزمة تحفيز مالية حال نجاحه لدعم  الأفراد والشركات الامريكية في مواجهة تبعات الازمة بالاضافي الي تعهده بضمان وصول اللقاحات للشعب الأميركي بشكل كامل.

اما الأزمة الثانية  ملف إنهاء الانقسام  السياسي الداخلي غير المسبوق في التاريخ  الأميركي المعاصر والذي عكسته بشكل مباشر أحداث اقتحام الكونجرس الأخيرة و خلفتها السياسة الشعبوية والانقسامات العرقية التي كانت عنوانا ابرز لحقبة الرئيس السابق  ترامب ويحاول الرئيس بايدن  راب الصدع بإشراك الجميع في الحكم حتى يشعر الملايين الذين صوتوا لترامب من الجمهوريين وأنصارهم بأنهم لن يكونوا مهمشين في الإدارة الجديدة.

 ثاني تلك الملفات هو التبعات الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا  والتي توليها ادارة بايدن اهتمامًا كبيرًا بعلاج الاختلالات التي اصابت الاقتصاد الامريكي والتي شكلت فيها  ارتفاع نسبة البطالة الملمح الابرز 
على الصعيد الخارجي تواجه الادارة الجديدة مواجهة تداعيات السياسية الانعزالية لسابقة الذي رفع شعار امريكا اولا الامر الذي اتبعه قرارات ادت الي زعزعة استقرار العلاقات التقليدية  للولايات المتحدة مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي والحلفاء في آسيا.
 
وهو الامر الذي واجهته إدارة بايدن مبكرا  بتجديد الإلتزام بعدد من الإتفاقيات والقضايا الدولية التي تخلى عنها ترامب في مقدمتها اتفاقية المناخ وعودة الدعم الأميركي لمنظمة الصحة العالمية وملف الهجرة والعمل على إضفاء روح تعاون جديدة مع الشركاء الأوروبيين وداخل حلف الناتو الذي تركه ترامب في حالة شبه موت سريري بوصف الرئيس الفرنسي ماكرون وتراهن برلين وباريس وبروكسيل على إخراج العلاقات الأطلسية من مستنقع الشكوك والخلافات التي ظهرت في عهد إدارة ترامب وإعادتها إلي التنسيق والتعاون العميق.

في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة كقوة أولى في العالم تحديا تجاريا واقتصاديا وتقنيا متزايدا من التنين الصيني  بالاضافة الي تحدي اخر وهو العودة الحثيثة لدورالدب الروسي الذي اكتسب  قوة أكبر رسختها السياسات الترامبية في الاربع سنوات الماضية والذي تحاول  ادارة بايدن ان تواجهه بتعزيز تحالفاتها الخارجية مع بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي والهند ودول النمور الآسيوية. 

كما تفرض التغييرات غير المسبوقة في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط، التي أقرتها  اداراة الاسبق ترامب منها  اعادة نظر مثل صفقة القرن التي أثارت انتقادات ليس فقط من الجانب الفلسطيني اوالعربي بل أيضا من الشركاء الأوروبيين والمتمثلة في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومسألة المستوطنات وضم مناطق كبيرة من الضفة إلى إسرائيل إضافة إلى ضم مرتفعات الجولان السورية إلى إسرائيل وقد بدأت أولى الإشارات تظهر من الإدارة الجديدة على الأقل بشأن بقاء السفارة في القدس.

فهل ستكون القضية الفلسطنية علي قائمة اولويات الملفات الساخنة  لبايدين ام سيكون للملف النوووي الايراني الذي يحتل مكانة متقدمة لدي الادارة الامريكية الجديدة وهل يعود بايدن لاتفاق 2015بعد ما ابدي مرونة كبيرة في العودة لاتفاق خمسة +واحد أم يأتي باتفاق جديد يضمن إدراج الصواريخ الباليستية ضمن المحرمات الموجودة بالاتفاق.

 غير أن عودة واشنطن للاتفاق لن تكون دون تقديم طهران لتنازلات والضغط عليها حتى تسحب دعمها لوكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن والأراضي الفلسطينية وفي المقابل هل تتراجع  واشنطن عن العقوبات التي فرضتها  إدارة ترامب على إيران.

ملف اخر هام وهو الملف السوري والذي يطرح عدد من التساؤلات هل تصلح  الادارة الامريكية الجديد ما فعلته ادارة ترامب الذي سمح  للأطراف المختلفة أن تلعب بسوريا ولم يكبح الدور الروسي والايراني المتعاظم بسوريا  وأعطى ضوءًا أخضر لأنقرة بالتدخل العسكري في الشمال السوري.
 
 الملف اليمني هو واحدا من الملفات الرئيسية  والذي تعهد بايدين فيه  بانهاء الحرب ويبدو  أن حرب في اليمن قد أتت أكلها في نظر واشنطن وحان الوقت لوضع حل واتفاق سياسي.

وتضاف إلى تلك الملفات مسألة الأوضاع  في وليبيا باتت تطرح تساؤلات حول كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع الملف الليبي الذي كانت الادارة السابقة قد أدارته بالكثير من الفوضى والتخبط فهل سينأى بايدن بنفسه عن ليبيا باعتبارها مسألة تهم الحليف الأوروبي في المقام الأول ويواصل الدفع بالمسار الدبلوماسي  أم سيعيد الارتباط بها بسياسة أكثر تنظيما من أجل تعويض الغياب الأميركي في السنوات الماضية  وما ترتّب عليه من تنامي نفوذ القوى الدولية والإقليمية والاستفادة من وضع واشنطن باعتبارها الطرف الوحيد الذي يمكنه مخاطبة جميع أطراف الأزمة. 

وان كنت اري ان ليبيا  ستكون واحدة من الساحات الساخنة لمواجهة أميركية  تركية مرتقبة بعد أن لعبت تركيا دورا بالوكالة لصالح إدارة ترامب في العديد من الملفات الأميركية في القارة الأفريقية كما في إقليم الساحل والصومال وليبيا وهو دور سيعاد ضبطه أو النظر فيه كلّيا في ظل إدارة بايدن.

وعندما تطرح ملفات استراتيجية في شمال أفريقيا والقارة الأفريقية التي تتحول تدريجيا إلى منطقة صراع نفوذ عالمي يطفو دور الشريك الأوروبي كعنصر أساسي في حسابات ودوائر التحرك الإستراتيجي الأمريكي  كما يمكن اعتبارها قاعدة إرتكاز رئيسية في سبيل النفوذ الامريكي بالقارة الأفريقية في مواجهة النفوذ الصيني والروسي وبتحركات قوى إقليمية تسعى لكسب مواقع نفوذ في الشرق الأوسط وشمال وشرق افريقيا  وملء فراغات تركها تراجع الدورين الأمريكي والأوروبي في السنوات القليلة الأخيرة ويتعلق الأمر بإيران وتركيا وإسرائيل.ولاية التحديات الكبري لادارة بايدن في احرج ظرف تاريخي تواجهه الدولة العظمي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط