لم يُولد "زياد" بعيبٍ خلقي وإنما عاش فترة من عمره وهو منضم لصفوف الأصحاء، حتى تعرض لحادث أليم أدى إلى فقدانه بصره، ولم ينتظر كثيرًا حتى بادر بتحدّي إعاقته التي هاجمته في وقت مبكر من عمره، بالإنشاد الدينيوأخذ من إذاعة القرآن الكريم مصدر انطلاق، وتغلّب على مشقّة السفر وبدأ يخطو بثبات وسرعة فائقة نحو تحقيق حلمه لكي يتعلم أصول الفن.
كانت تلك المرحلة هي الأولى في رحلة وتجربة "زياد إبراهيم عبد السلام" ابن مركز بدر بمحافظة البحيرة، في محاربة إعاقته كي يُحقق حلمه، حيث استطاع بعد ذلك أن ينضم لفريق كورال محافظة البحيرة، ورغم ما أنجزه في وقتٍ قصير إلا أنه لا يزال مستمرًا في طريقه إلى العالمية.
"النور مكانه في القلوب" كلمات أثبتها "زياد" خلال مواجهته إعاقة كف البصر، وبدأ بها حديثه مع "صدى البلد" عن حكايته وكيف تغلّب على إعاقته فلم تكن عائقًا أمام تفوقه في أعماله وهواياته، مبيّنًا أنه منذ ولادته لم يكن يُعاني من أي إعاقة حتى تعرّض إلى حادث أليم أدى إلى فقدانه بصره.
ويُضيف "زياد"، أنه لم يفقد أمله في الحياة، وكانت إعاقته دافعًا أكبر في تحدّيه الصّعاب، قائلًا: "المرض قدر مكتوب علينا ولا اعتراض على حكم الله على عباده، لازم نكون قد الحياة ونجتهد ولا نترك بابًا لليأس وعلى الله حُسن التدبير".
ويُتابع صاحب الـ 16 عامًا، أنه رغم الأمل والإصرار الكبير لديه على استكمال حياته بعد فقده بصره لكنه تعرض إلى صعوبات كثيرة، منها السفر وقطع مسافات كبيرة لتلقّي التدريب في مجال الإنشاد الديني، ورغم تلك الصعوبات حاول بكل جهده أن يسير في طريقه حتى النهاية ويحقق حلم الطفولة.
ويستطرد قائلًا: "منذ صِغَرِي وأنا مستمع جيد لإذاعة القرآن الكريم، وبدأت في حفظ جميع كلمات الأناشيد الدينية التي تُذاع، ثم إلقائها أمام والدي، حتى تم اكتشاف موهبتي على يد الشيخ محمد الهلباوي في عمر ٦ سنوات، ومع الوقت والتدريب المستمر استطعت أن أبدأ في تحقيق حلمي".
ويُشير إلى أنه "كان من طلاب الأزهر الشريف وتعلّم أصول اللغة العربية وأهمية الفن، وأن الموسيقى منها الأصيل الذي يُستخدم في مدح النبي والتحفيز الوطني، ومنها المتدنّي، وأنه يجب علينا أن نستخدم كل شيء في وضعه الصحيح"، لافتًا إلى أن الإنشاد الديني أفضل الطرق لاستغلال موهبة الأصوات الأصيلة.
واختتم "زياد" حديثه قائلًا: "تحدّيت العديد من الصعوبات بالإيمان في الله والثقة بالنفس واستطعت تحقيق أحلامي، واشتغلت على نفسي وبعد إصابتي اجتهدت أكثر، وتعلمت فنونا كثيرة وليس فقط فن الإنشاد الديني، وبدأت في ممارسة الموهبة في مدرسة متحدي الإعاقة حتى تم اكتشاف موهبتي والانضمام إلى فريق كورال المحافظة".
اقرأ أيضا: وفاة أول امرأة حامل بفيرس كورونا في البحيرة