يعيش نادي برشلونة الإسباني وعشاقه في جميع أنحاء العالم أوقاتًا صبعة بسبب التخبط الإداري الذي شهده النادي على يد رئيسه المستقيل جوسيب بارتوميو، حيث عانى النادي في السنوات الأخيرة في دوري أبطال أوروبا ولم يصل النهائي منذ عام 2015، ووصلت الأمور إلى ذروتها بالخروج المذل أمام حامل اللقب بايرن ميونخ بثمانية صادمة.
أحدث الخروج المأساوي اضطرابات كبيرة عمقتها قرارات بارتوميو بالاستغناء عن لويس سواريز بطريقة مزرية وعدم شراء بديل قوي لشغل مركز رأس الحربة، ما دعا ليونيل ميسي، الأسطورة الحية للفريق إلى إعلان رغبته في الرحيل للمرة الأولى عن النادي قبل أن يضطر بارتوميو للاستقالة. لكن رحيل ميسي بات واقعًا مرهون على من ستأتي به الانتخابات القادمة.
يذكر وضع جوسيب بارتوميو بوضع برشلونة في الثمانينات، حيث واقعة "تمرد هيسبريا" الشهيرة حين ثار اللاعبون والمدرب لويس أراجونيس على رئيس النادي آنذا (جوسيب) نونيز.
في الحقيقة ليست أهمية الانتخابات في بقاء ميسي من عدمه، بل في أهمية العقلية أو المشروع الإداري الجديد الذي ستأتي به، ولا عجب أن نجد فيكتور فونت، أحد المرشحين لرئاسة النادي، بوضع اسم جوردي كرويف، ابن الأسطورة يوهان كرويف في قائمة طاقم عمله، إلى جانب الأسطورة تشافي هرنانديز، ليكونا المختصين برئاسة المنطقة الرياضية، بحيث يكونان المسئولين عن اللاعبين والمدربين والتعاقدات الجديدة.
لا عجب في ذلك، لأن الراحل يوهان كرويف، والد جوردي، يمكن اعتباره هو المؤسس الفعلي لنادي برشلونة، سواء كلاعب أو كمدرب، ليكون هو "بابا" حلقة هذا الأسبوع من برنامج "البابا" المذاع على قناة موقع "صدى البلد" على يوتيوب.
تقدم حلقة "البابا" الرابعة، قصة يوهان كرويف وكيف كان أحد أعظم اللاعبين والمدربين على الإطلاق، فلاعبًا، لم يكن كرويف مجرد لاعب، بل يمكن اعتباره مدربًا فوق الميدان، وكمدرب طور فلسفة "الكرة الشاملة" بعدما تتلمذ على يد مدربه في أياكس والمنتخب الهولندي وبرشلونة، رينوس ميشيلز، الذي يمكن اعتباره "أبو الكرة الشاملة".
البعض يرى أن رينوس ميشيلز هو "مؤسس الكرة الحديثة"، بحكم أنه المعلم الحقيقي ليوهان كرويف، ولا خلاف حول ذلك، لكن يوهان كرويف كذلك يستحق اللقب نفسه، كونه كان أفضل لاعب نفذ الكرة الشاملة في الملعب، فضلا عن تطويره لفكر ميشيلز كمدرب، وبلورة تلك الفلسفة الكروية التي أخرجت من عباءتها عشرات المدربين أبرزهم تلميذه المحبب بيب جوارديولا.
في الحلقة، ستشاهدون أبرز محطات تاريخ كرويف وقصة تمرد هيسبريا، وشرحًا لفلسفة الكرة الشاملة وفلسفة كرويف التدريبية، والقواعد التي وضعها لصناعة كرة القدم، والتي سارت دستورًا لبرشلونة. تلك القواعد التي قال إنه استلهمها من مقال قرأه عن بناء أهرامات الجيزة، ودفعته ليقول:"قرأت مرة مقالا عن أهرامات مصر واتضح أن بعض الأرقام تتطابق تماما مع القوانين الطبيعية مثل موقع القمر في أوقات معينة .. ما جعلني أفكر كيف بنى هؤلاء القوم شيئًا بهذ التعقيد العلمي منذ 5 آلاف سنة وبيقولون إننا لا نستطيع تكرار هذا الآن لكن كل شئ ممكن .. لهذا وضعت 14 قاعدة يجب اتباعها في كرة القدم".
البرنامج من إعداد وتقديم، حسام حسن، وتصوير نور المصري، ومونتاج غفران رفاعي، وفكرة أبانوب نبيل.
ولمشاهدة باقي الحلقات اضغط هنا