الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بينها بلد أفريقي.. 5 دول جدفت عكس التيار وخرجت مستفيدة من جائحة كورونا.. وتايوان الوحيدة التي قضت على الوباء دون اللجوء للإغلاق العام

أرشيفية
أرشيفية

يتحسن الوضع الاقتصادي لمعظم البلدان على مدار سنوات بطرق مختلفة، لكن عام 2020 جاء حاملًا معه فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في حصد أرواح مئات الآلاف حول العالم، وخلق أزمات اقتصادية في كل مكان، لكن كان هناك عدد من دول التي تمكنت من تجنب تداعيات الفيروس وشهدت تحسنًا في مختلف المجالات، سواء كان في مجال الاقتصاد، أو الديمقراطية، أو الحياة الاجتماعية بشكل عام.

وكشفت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية، عن أكثر 5 دول تمكنت من الاستفادة من جائحة فيروس كورونا وذهبت في عكس التيار، وتشمل هذه القائمة الدول الآتية:-

- نيوزيلندا

قد يجادل قلة من الناس بأن الحياة في نيوزلندا، كانت أفضل في عام 2020 مما كانت عليه العام الماضي، حيث نجحت الدولة التي تعتبر جزيرة واقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ من احتواء فيروس كورونا، وذلك بعدما أغلقت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، البلاد بعدما تم الكشف عن 100 حالة إصابة بكورونا فقط.

ووجهت أرديرن شعبها المكون من 5 ملايين شخص فقط، بالالتزام بالإجراءات الاحترازية، حيث توفى فقط 25 شخصًا فقط جراء الوباء وعادت الحياة فيما بعد إلى طبيعتها تقريبًا، الأمر الذي أدى بدوره إلى إعادة انتخاب أرديرن بأغلبية ساحقة كرئيسة للوزراء، في بلد تعتبر فيه هذه الأمور غير مألوفة.

 - تايوان

كانت تايوان في مقدمة الدول التي نجحت مبكرًا في احتواء جائحة كورونا، حيث سجلت 7 حالات وفاة فقط منذ بداية الجائحة، كما كان أداؤها الاقتصادي جيدًا للغاية.

وتمكنت تايوان - بغض النظر عما إذا كانت دولة مستقلة أو مجرد إقليم ذاتي الحكم تابع للصين - من احتواء الفيروس دون الاضطرار إلى إغلاق المدارس والمتاجر والمطاعم، ناهيك عن فرض إغلاق شامل للبلاد، لتضرب بذلك مثالًا مختلفًا عن الدول التي احتوت الفيروس فقط بالإجراءات الاحترازية.

ويعد اقتصاد تايوان من بين الاقتصادات القليلة التي يُتوقع أن تنمو عام 2020، وذلك تزامنًا مع جرأتها في الوقوف أمام الصين التي تعلن باستمرار أن تايوان تعتبر إقليمًا تابعًا لها، وأرسلت سفنًا حربية وطائرات مقاتلة قرب الإقليم لتهديد الحكومة في تايوان.

وكان الشعب التايواني رفض في يناير الماضي مرشحًا رئاسيًا، كان ينوي إقامة علاقات ودية مع الصين وأعادوا انتخاب الرئيسة تساي إنج ون، التي كانت حكومتها تحمي الناشطين الديمقراطيين في هونج كونج، حيث تعتبر تايوان بشكل عام تذكيرا دائما بأن الثقافة الصينية متوافقة تماما مع الديمقراطية الليبرالية.

وتعد هذه الإنجازات مثيرة للإعجاب، ومع ذلك، فإن سحابة الوباء لم تنقشع بعد، والحكم على بلد ما على أساس سجله في مكافحة الفيروسات يعتبر بمثابة التركيز على أشكال محددة من الحكم الرشيد عندما تجعل الظروف الجغرافية والجينات المقارنات صعبة، ولكن عندما تكون البلاد عبارة عن جزيرة، فقد يكون ذلك عاملا مساعدا، حيث قد يتمتع بعض السكان بمناعة ضد فيروس كورونا.

- الولايات المتحدة الأمريكية

تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع جائحة كورونا بشكل سيء، وكذلك الحال في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، إلا أن عملية "وارب سبيد" التي عملت على تنفيذها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، كانت أساسية لضمان تصنيع لقاح في وقت قياسي.

وبعد انتخاب المرشح الديمقراطي، جو بايدن، سعى الناخبون جاهدين للحد من انتشار الشعبوية، وهي آفة عالمية أخرى. وفي الحقيقة، كانت الجهود التي بذلها ترامب لقلب إرادة هؤلاء الناخبين غير مسبوقة بالنسبة لرئيس حاكم، ولكن القضاة الذين عينهم كانوا موالين للقانون، وليس للشخص الذي اختارهم.

- بوليفيا

استعاد النخابون في بوليفيا قدرًا من حياتهم الطبيعية في عام 2020، فبعد الانتخابات المزورة التي جرت والإطاحة بالرئيس الاشتراكي والاحتجاجات العنيفة والحكم القمعي وغير الكفؤ للرئيس المؤقت، أجرت دولة الأنديز انتخابات سلمية في أكتوبر الماضي، فاز فيها التكنوقراطي لويس آرسي.

- ملاوي

تعتبر ملاوي الدولة الوحيدة التي عملت على ترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان خلال هذا العام، فبحسب منظمة "فريدم هاوس"، فقد تراجعت الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في 80 دولة منذ بداية الوباء، إلا دولة ملاوي.

وتشير "إيكونوميست" إلى أن ملاوي عانت من المؤامرات عام 2012، عندما  توفى رئيس البلاد، وتم التستر على وفاته ونُقلت جثته جوا إلى جنوب أفريقيا بحجة أنه سافر "لتلقي العلاج الطبي" في محاولة لكسب الوقت حتى يتمكن شقيقه بيتر موثاريكا من تولي زمام الأمور.

ومع أن مخططاته للاستيلاء على السلطة فشلت في ذلك الوقت، إلا أنه انتُخب بعد ذلك بعامين ثم ترشّح للانتخابات مرة أخرى لإعادة انتخابه، و"زُوّرت" عملية فرز الأصوات. وعلى أي حال، صادق المراقبون الأجانب على هذه "الأصوات المزورة باستخفاف".

على خلفية ذلك، نظم الملاويون احتجاجات واسعة ضد الانتخابات "المزورة" كما رفض القضاة حقائب الرشاوى وألغوا الانتخابات، وأدت الانتخابات التي أُعيد إجراؤها في يونيو للإطاحة بموثاريكا وتعيين لازاروس تشاكويرا الرئيس الذي اختاره الشعب.

ورغم أن ملاوي لا تزال دولة فقيرة، فإن أفراد شعبها يتمتعون بحقوقهم كمواطنين وليسوا مجرد رعايا.