الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيكابالا الذى يمتع الأهلوية أولا


ليست مفاجأة أن أحضر أولى مباريات النجم الأسمر ساحر الكرة المصرية فى تاريخها المعاصر محمود عبد الرازق شيكابالا، أمام الأهلى قبل سنوات طويلة، وأتابع آخر مباراة بين الفريقين فى نهائي دوري الأبطال الأفريقي أمس الأول بمشاركته أيضا، كلا اللقائين كانا بين أصدقاء أهلاوية يعرفون قدر اللاعب المهاري ويقدرون الموهبة، ولا ينتمون لشريحة المتعصبين الحمقى مدمري المعنى الحقيقي للرياضة.

بين تاريخ ظهور شيكا والنهائي الأفريقي حضرت بعض مباريات القطبين بمدرج الصحفيين والإعلاميين متابعا، شهدت مع زملاء وجمهور مالا تنقله شاشات وسمعت من الهتافات ضده مالا يصدقه عقل ولا يقبله دين، ودوما كانت رؤيتي للمشهد وتفسيرى للحدث يؤكدان على حقيقة وغاية تلك الشريحة التى لا تترك مساحة للود والاحترام بين الأندية المتنافسة، وتقصى المواهب بتشتيتها وإفقادها تركيزها وإهانتها بأسوأ العبارات، دون خوف أو خجل أو رادع يوقف مهازلها الطويلة المتباعدة، وفى النهاية يطلب محللون ونقاد وقادة لعبة من أحد أطرافها الثبات والتحلي بالصبر والصمود أمام الإهانات.

لم ينتبه أحدهم إلى أن بشرة سمراء لنجم موهوب تزيده جمالا، هذا ما فعلته مواهب بيليه و ميلا ورشيدى ياكيني وحاجى ضيوف وعبيدى بيليه وأوكوشا وغيرهم، بقلوب عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، وما فعله نجمنا محمد صلاح بقلوب جماهير دولة صنعت الكرة وابتكرت اللعبة.

لم أجد بين أصدقائي الأهلوية سوى روعة عشق شيكابالا واحترام موهبته، فى عيون صديقي الأسمر ابن الصعيد والمعلم والتربوي الأستاذ محمد عبد الحفيظ، والذي صنف شيكا نجما عالميا يحتاج رعاية خاصة عند ظهوره المرعب لكل الفرق المنافسة للزمالك بحسب وصفه.

ولم أسمع من الصديق المحاسب أحمد إبراهيم ابن أسوان والنوبة الأهلاوي سوى كلمات الثناء على أداء شيكا والانفعال بجنون حد السعادة الموازنة للقلق، حينما شاهد الموهبة السمراء يتجاوز أربعة لاعبين أهلاوية ببراعة ويسكن الكرة بيسراه فى "مقص" شباك حارس مصر الأول محمد الشناوى، لكنها ساعات وتحولت فرحة صديقي بفوز الأهلى إلى حالة غضب واستياء ممن تنمروا على النجم الأسمر ومن ارتكبوا حماقة انتهاك حرمات قبور الموتى.

جملة المشاهد التى عانى منها شيكابالا فى مواجهة المتعصبين شملت تاريخه الكروي كله تقريبا، إلا بعض السنوات التى كان غيابه فيها لظروف احترافه أو توقفت فيها اللعبة بعد أحداث ستاد بورسعيد وتاريخية موقفه الأخلاقي الذي امتنع خلاله وزملائه عن استكمال مباراة موازية للزمالك بالإسماعيلية، ثم هجرته إلى جمهور الأهلي وناديهم مواسيا معزيا مقدما كل الود لمن يعرفون قيمة الرياضة وأخلاقها بعيدا عن المتعصبين الضالين.

لست ممن يفضلون استخدام إشارات تصعيدية فى هذه المواقف المطلوبة خلالها حكمة فى إدارة الأزمات، والأزمة الحقيقية التى تواجه سمعة ناد ينتمى إليه بالباطل بعض منحرفين بسلوكياتهم عن الأخلاق و الدين، أن قارة بكاملها يلعب وينتمى إليها بطل القرن المتمسك بلقبه، لا تحمل أجمل من بشرة سمراء تشبه وتضاهي جمال بشرة المصري الأصيل شيكابالا.

ولو أن مسؤولا لناد كبير كهذا دقق فى خطورة سلوكيات منحرفة على سمعة وشعبية ناديه داخل قارة تسخر قلة من لون مواطنيها الغالب، لتأكد أن بطولة أخرى يحتاجها لا تعترف بالبيانات الباهتة فى إدانة مشاهد كارثية، ولا ترحب بسياسة إمساك العصا من المنتصف عند ضرورة الإعتذار و رد الاعتبار لهذا المصري الأصيل شيكابالا.

سيظل النجم الأسمر جوهرة المتعة الكروية للمصريين كافة، ولو أراد كارهون سحبنا إلى مناطق أخرى بعيدا عن غاية اللعبة والرياضة عموما، وهى المودة والتنافس والقبول بالخسارة والمكسب معا، وليعلم هؤلاء أن سلوكياتهم تفقد أنديتهم سريعا متعة الانتصار وتنزل بقيمة بطولاتهم وإنجازاتهم فى عيون آخرين، طالما اقترنت بالتنمر وتوجيه الإهانات للأحياء والأموات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط