الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هند العربي تكتب: يا ثورة ما تمت !

صدى البلد

يذكرني الإخوان بقصة ساخرة كتبها جورج برنارد شو، ذلك الكاتب المسرحي الانجليزي الشهير، في مذكراته، والذي قال فيها:   
في إحدى الحفلات، جلست امرأة فاتنة بجانب برنارد، فهمس إليها متسائلا: هل تقبلين أن تقضي معي ليلة مقابل مليون دولار ؟ فابتسمت وأجابت على استحياء : طبعا بكل سرور.

وبعدما اقتنع برضاها عاد ليسألها مجددا: هل من الممكن أن نخفض المبلغ إلى 100 دولار ؟ فما بالعاهرة ان غضبت وصرخت في وجهه: " من تظنني .. أكون ؟! فقال لها: "سيدتي نحن عرفنا من تكونين، نحن فقط إختلفنا علي قيمة الأجر" …!!

 وعلي الرغم من برناردو شو، لم يفصح عن اسم المرأة اللعوب في تلك المدونة، ولكن التاريخ حدثنا عن أسماء وشخصيات كثيرة تشبه هذه المرأة في صفاتها وأفعالها ومواقفها، وأولهم جماعة الإخوان المتأسلمين، ممن يعتلون منابر القنوات المعادية وينادون بالحرية ويدعون الشرف والوطنية، أمثال ثلاثي الشر، ناصر ومطر وزوبع، وأخرهم الكومبارس محمد علي، ممن إذا قل أجرهم تبدلت أوضاعهم وتحولوا بقدرة قادر إلي معارضين يحدثوننا عن الشرف والأمانة أيضا، و آه و آه من معارضين هذا الزمان، ومدعي الشرف والمثالية، وآه وآه من الإخوان. 

اعتادت جماعة الإخوان الإرهابية علي استغلال الأحداث وترويج الشائعات، وأصبحت دعواتهم للثورة في مصر بمعدل كل 3 أيام دعوة جديدة، بل والعمل جاهدين علي تنفيذها عن بعد بالتخطيط المسبق لها من وجهة نظرهم الفذة التي تنم عن عقول فارغة وأفكار مهوسة غير منطقية.. لا تملك عندما تسمع أو تشاهد أحدهم يتحدث سوى ترديد عبارة " الله عليك يابحر المعرفة.. ياترعة المفهومية" ، فمثل هذا الهذيان  لا يتناسب إطلاقا مع حلمهم اللدود بالعودة الي الخلافة بزعامة تركية وقيادة إخوانية.

فلقد عاصرنا سابقا إعلان الإخوان عن مناسبة جديدة للتظاهر وفي كل مرة تتم الدعوة لثورة جديدة لعلهم من خلالها يعودون مجددا إلي بلادنا لا قدر الله و أعزنا منهم، وقد عزموا هذه المرة علي تحديد يوم ٢٠ من سبتمبر الشهر الحالي، لتكون ميعاد ثورتهم التي ستخرج من الشوارع وتجوب الميادين ويعتلي أصحابها منابر المساجد وتتكدس بهم الكنائس، ولكن حتى هذه المرة لا نستطيع أن نقول جاءت الرياح بما لا تشتهي به السفن، لأن ولا كان في رياح ولا حتى سفن ولم نشاهد صريخ إبن يومين في الشارع ويا ثورة ما تمت، مثلها مثل الدعوات السابقة التى سيدخلون بها التاريخ من باب "ساعة لقلبك" حيث قيدت جميعها في فصل "لم يحضر أحد"

لا أخفي عليكم شيء، مثلي مثل غيري من المواطنين أتابع الأخبار اليومية، وبطبيعة شغلي كصحفية أتابع جميع الآراء وأنصت إلي ما يقوله الطرف الأخر، أحاول جاهدة أن أجمع الصورة الكاملة أو القريبة إلي الحقيقة في ذهني، فتابعت ما تتناوله قنوات الإخوان وعن مدي استغلالهم لأي حدث في مصر ولو كان بالبسيط أو العادي أو غير الموجود أصلا .

وفي الفترة الأخيرة شدوا الحزام أكثر واشعلوا النار، واستغلوا موضوع التصالح علي مخالفة البناء علي  الأراضي الزراعية، وفبركوا الفيديوهات التي كان يقوم بها أتباعهم يصرخون ويستغيثون علي اعتبار أنهم أصحاب القضية، وفيديوهات هدم المساجد في مصر، ومعظم فيديوهاتهم كانت تبث من خارج البلاد، ونسوا أن الشعب واعي ويراقبهم ويعلم مدي اتباعهم أساليب الكذب والتضليل، وظنوا واهمين أن الشعب سيستجيب لهم وأن الشوارع المصرية ستحتقن وأن الجميع ينتظر يوم ٢٠ سبتمبر، وفي الحقيقة الكل كان ينتظر هذا اليوم الموعود، ويتابعه بشدة ويستعد له لا للنزول كما يحلمون بل للجلوس للفرجة على "خيبتهم التقيلة" أما أنا فعن نفسي كنت أتابع بشدة و أنا نائمة مرهقة لوقت طويل لا أبالي من شدة التعب، وعندما استيقظت هرعت مسرعة نحو الشباك لعلي أجد في الشارع أي إشارة لأي أحداث في الشارع فلم أجد سوى أصوات تنبعث من إحدى السيارت "هوبا رجعنا ليكو هنعلم تاني فيكو جامدين دايما عليكو كاسحين كل المجال" قولت لعلها إشارة يا مارد الشعب عايز يقولها للخرفان ثم  سألت زوجي " هو احنا النهارده يوم ايه.. ٢٠ سبتمبر..؟ فأجابني صحيح .. قولت له: "طيب والله كنت نسيت ..أه صحيح هما فين الإخوان ومحمد علي و الثورة راحت فين" ..!؟ فأجابني وصوت ضحكاته تتعالي في المكان: "الثورة جاية جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات"..!  

في النهاية.. لا أري سوي أن الإخوان أصبحوا أضحوكة يشاهدها المواطن للتسلية فقط، و الجميع أدرك أساليبهم وأكاذيبهم ومدي كرههم للبلاد وما يضمرون من مكر وحقد وكراهية لشعبها وأدركوا حجم ما كنا عليه في وقت حكمهم..أدعو الله ألا يعيد هذه الأيام.. وإنهم أكثر المستفيدين في أي أزمة و يستغلوها حسب أغراضهم الدنيئة، وسبحان الله هم أخر ما يعلمون هذا و ما زالوا يحلمون، وهيهات هيهات لما يحلمون.


والجميل في الموضوع.. وبعيدا عن النكت والكوميكس التي إنهالت عليهم من صباح يوم الثورة المزعومة يوم العشرين من سبتمبر وها نحن في صباحية الثورة لا نملك سوى أن نهنئهم على طريقة الشويش عطية "صباحية مباركة يا ولاد الموكوسة" لكن لا أخفي إعجابي برد فعل المصريين ووعيهم بتلك الألاعيب وإداركهم تجاه العديد من القضايا، وفوق كل ذلك حبهم لأرضهم وبلادهم والحفاظ علي ترابها، وفي كل مرة وعي الشعب هو "الفيصل" في كل قصة وحكاية وسيناريو يسطرها بعقله وحكمته وحنكته ووعيه... شابوه للشعب المصري الواعي الأصيل ... وحمي الله مصرنا من كل شر ومكروه ..

 أما عن الإخوان ...في رأيي ما هم إلا تلك اللعوب في قصة جورج برنارد شو ..وكفي !