الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عمران يكتب: أين إمكانات الحياة للمعلم؟

صدى البلد

لا تقتصر علاقة المعلم بالتلميذ على الجانب التعليمى أو دقائق الحصة المحدودة، وإنما يكون له أبا ومربيا وموجها، وأداة تقويم وردع داخل الحرم
المدرسى وخارجه.. وفى حين تتجه الدولة حاليا إلى الارتقاء بالعملية التعليمية وتطويرها، إذا أردنا إصلاح العملية التعليمية، فلنبدأ بإصلاح
المعلم، وإصلاح أحواله المادية والمعيشية أولا، فإذا قدم على الدروس الخصوصية حاسبناه على تدهور العملية التعليمية فى المعلم والدروس الخصوصية هذا الاختزال بمثابة «وضع للرءوس فى التراب» قبل أن نحاسب المعلم ونعاقبه على الدروس الخصوصية، علينا أن نتساءل: أين إمكانات الحياة للمعلم؟!


يجب منح المعلم صلاحية العقاب والزجر لطلابه بحسب ما يقتضيه الأمر، على أن تكون الجهة الوحيدة المنوطة بمجازاة المعلم ومحاسبته ـ حال تقصيره أو انحرافه ـ هى وزارة التربية والتعليم بالشكل الذى لا يشوه الصورة الذهنية لعموم المدرسين أمام الطلاب، وهو ما يستلزم ضوابط وقوانين صارمة تحمى المعلم فى أثناء تأديته مهام عمله داخل المدرسة بإعادة الاعتبار للمعلم، وأن نحفظ له قدره ومكانته، حتى يستطيع أداء مهمته على أكمل وجه ليخرج جيلا ينفع أمته ووطنه. ويجب على الأسر أنْ يغرسوا فى قلوب أبنائهم حب المعلم، وتوقيره، وإجلاله، ولا بدَّ من تذكر حديث الرسول الكريم: «ليسَ منَّا منْ لمْ يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا ويعرفْ لعالِمِنَا حقَّهُ»، وليتنا نتأسى بما كان يفعله السلف الصالح مع المعلم، إذ كانوا يقدرونه، ويرفعون من شأنه.


لذا يجب عودة تكليف خريجى كليات التربية وحظر العمل بالتدريس لغير المتخصصين. يجب أن  يكون العاملون بالعملية التعليمية معلمين وليسوا مدرسين، فهناك فرق كبير بين المعلم والمدرس، فالمدرس ناقل لمعلومة فقط، أما المعلم فهو مربٍ ومؤدب، والمعلم هو نبراس العلم الذى يُضاء به طريق الأمم، فبه تصلُح العقول وتحيا الهمم وترتقى الأوطان. وكما يقول أحد الحكماء (تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة : فلاح يغذيه، جندى يحميه، ومعلم يربيه.