كنوز وأسرار وأساطير، تلهب شغف سائحي العالم بالحضارة المصرية القديمة ، الفرعونية والاسلامية واليونانية و القبطية و اليهودية ، جميعها تخلد فى ذاكرة العالم ، بأحداث تروي قصص و عظمة المصريين.
السائحون بالعالم على موعد مع أسرار الأجداد المصريين ، متاحف مصر المقدرة تقريبا بـ 40 متحفا على مستوى الجمهورية ، يصطحبون السائح فى جولة تاريخية ، ورحلات عبر آلاف السنين ، مابين ملوك و أمراء حفروا بأيديهم ، تاريخا ذكر عبر الزمان ليكون شاهدا ، على ما انجزوه و تركوه كنز وثروة يفخر بها الأحفاد.
مصر أصبحت متحفا عالميا ، و بانضمام المتحف المصري الكبير ، الصبح العالم ينتظر بشغف ، التاريخ المصري ، ناهيك عن العديد من المتاحف التى دخلت الخدمة مؤخرا ، أبرزها متحف الحضارة و الغردقة و شرم الشيخ ، و ما يحتويه من تاريخ و اثار تحمل اسرار حياة المصري القديم .
ونغوص فى التاريخ و حجم المتاحف و المعارض الاثرية ، ونكشف خريطة المواقع الاثرية ، لتكون بين يدي السائحين والمصريين يفخروا بتاريخ ، قاد العالم.
أكد مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار ،أن مصر منبرا للسياحة الثقافية ، ونمتلك 45 متحفا أثريا على مستوى الجمهورية ، لدينا من الكنوز الاثرية ما يبهر السائحين ، لدينا متحف شرم الشيخ، والغردقة ، وكفر الشيخ و المركبات الملكية و متحف المطار بالصالة 3 ، فالتاريخ فى استقبال السائحين بكافة محافظات مصر .
وأضاف عثمان فى تصريح لـ "صدى البلد " الى أن ، لدينا 33 متحف يعمل بالفعل وباقى الـ متاحف المقدرة بـ"12 متحف" ، جاري اعادة تطويرها لتخرج بالشكل العالمي الذى يليق بالسائحين ، مشيرا إلى امتلاك موقع وزارة السياحة والاثار ،خريطة بالمتاحف ،ليكتشف السائح بنفسه أثر الجدود من المصريين ، و الاثار الاسلامية و القبطية و اليهودية ، مؤكدا لدينا تنوع جاذب للسائحين .
وصف رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار ، أن بافتتاح المتحف المصري الكبير ، المزمع الفترة القادمة أنه سيكون أكبر إضافة للمنظومة المتحفية المصرية القديمة ، والتى بدأت عام 1868 ، بالاضافة الى متحف الحضارة ويستدعي بإلقاء الضوء على المنظومة المتحفية الاثرية ، و ليس المواقع الاثرية فقط ، ليكون صورة سياحية تعيد صياغة المنظور والصورة الذهنية لدى السائح .
ألمح أن عقب افتتاح المتحف المصري الكبير ، سنشهد القاء ضوء إعلامي مكثف على التاريخ المصري ، مؤكدا ان السائح على موعد مع آثار الجدود القدماء ، منوها أن كل ما يعرض فى المتاحف الجديدة اثارا لاول مرة تعرض ، أمام السائحين وتعد مفاجئة ، مشيرا إلى أن المنتج الأثري المصري مميز وممتع للجمهور .
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن مصر تمتلك الكثير من الآثار منها آثار ما قبل التاريخ، والآثار المصرية القديمة، والآثار اليونانية والرومانية، والآثار الإسلامية، لذلك فهي الدولة الأولي في العالم التي تستحق أن تقود دول العالم بأكملة في السياحة الثقافية، فقد مُنحت مصر آثارًا فريدة لا يوجد لها مثيل علي مستوى العالم، فنجد من أشهر الأماكن الأثرية التي يهتم بها سائح السياحة الثقافية، منطقة أهرامات الجيزة، وسقارة، بمنطقة مصر القديمة، وقلعة صلاح الدين ذلك بالنسبة لمحافظتي القاهرة الكبري والجيزة، كما نجد محافظة الأقصر التي تمتلك معظم الآثار المصرية القديمة، بالإضافة إلي مدينة أسوان التي يوجد بها العديد من المعابد والجزر مثل معبد فيله، والنوبة التي يوجد بها واحدًا من أعظم المعابد الفرعونية وهو معبدا أبو سمبل الكبير والصغير، ومحافظة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر عام 332ق.م حيث نجد العديد من المقابر اليونانية، وأشهرها علي الإطلاق مقابر كوم الشقافة التي هي مزيج من الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية، بالإضافة إلي المسرح الروماني الشهير، وقد ساهمت المعارض الخارجية في جذب السائحون بأعداد أكثر مما كانت عليه سابقًا.
وتابع "عامر" في تصريح لـ"صدى البلد " أن المتاحف علي مستوي جمهورية مصر العربية لعبت دورًا هامًا، وتزخر مصر بمجموعة من المتاحف التي تضم آثارًا من عصور مختلفة، بدءً من عصور ما قبل التاريخ وحتى تاريخ العصر الحديث، فنجد من المتاحف الرئيسية الشهيرة المتحف المصري بالتحرير والذي يضم آثارًا من عصور ما قبل التاريخ ومجموعة عصر التأسيس ومجموعة الدولة القديمة، ومجموعة الدولة الوسطى، ومجموعة الدولة الحديثة، ومجموعة العصور المتأخرة، بالإضافة إلي قاعة المومياوات الشهيرة، ومتحف الفن الإسلامي وهو يضم مقتنيات من الفن الإسلامي ويزخر المتحف بآثارًا تبدأ من القرن السابع الميلادي وحتي نهاية القرن التاسع عشر، والمتحف القبطي والذي يضم مجموعات أثرية تمثل نتاج الحضارة المصرية عندما دخلت المسيحية مصر، والمتحف اليوناني الروماني والذي يضم آثارًا من مصرية قديمة، وكذلك يونانية رومانية، كما يوجد متاحف إقليمية شهيرة منها متحف الأقصر، وأيضًا متحف التحنيط، بالإضافة إلي بعض متاحف العصر الحديث منها متحف قصر المجوهرات الملكية بالإسكندرية.
وأشار "عامر" إلي أن المتحف المصري الكبير سوف يمثل نقله حضارية وتاريخية في للدولة المصرية، وهو أحد أهم المشروعات القومية للقرن الحادي والعشرين، حيث سوف يتسع ل مائة ألف قطعة أثرية إلى المتحف تشمل كافة العصور التاريخية وهي العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، ويأتي على رأسها مجموعة الملك الشاب "توت عنخ آمون" التى يبلغ عددها نحو خمسه آلاف قطعة، ويتألف المتحف من خمسة أدوار، وبالنسبة لحوائط المبنى فهى صُممت شفافة مضاءة ليلًا لتري من مختلف أنحاء القاهرة، ونجد أن التنوع الذي يتميز بة المتحف يظهر في طرق المداخل والسلالم والممرات الداخلية وطرق وضع التماثيل والقطع الأثرية وفلسفة إبراز الأثر وأهميتة بالإضافة إلى الإستعانة بنفس درجات الألوان التي كانت تميز الفن عند المصريين القدماء، وهو ما يظهر على جدران المعابد والتماثيل والنقوش الأثرية، بالإضافة أنه تم وضع جميع الإرشادات في المتحف بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والهيروغليفية.
وأكمل "عامر" إلي أن المتحف القومي للحضارة لا يقل أهمية عن المتحف المصري الكبير حيث سوف يتسع ل خمسون ألف قطعة أثرية، وقد تم إفتتاحه جزئيًا فى 2017م، بقاعة "العرض المؤقت" التى تبلغ مساحتها 1000م٢، وتضم معرضًا مؤقتًا تحت عنوان "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، ويضم هذا المعرض حوالى 420 قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، والعديد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عددًا من الأفلام الوثائقية التى تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور، القاعة الثانية هى "قاعة المومياوات الملكية" التى ستستقبل مجموعة المومياوات الملكية الموجودة فى المتحف المصرى، ويبلغ عددها 22 مومياء و17 تابوتًا لأشهر ملوك مصر القديمة، ومن أبرزها "رمسيس الثانى"، و"رمسيس الثالث"، كما سيضم المتحف مساحات للمعارض المؤقتة، كما سوف يتم إفتتاح قاعة "العاصمة"، التي تدور فكرتها حول تطور عاصمة مصر عبر الزمن، سواء "طيبة"، أو "الفسطاط"، أو "الإسكندرية"، وصولًا إلى "القاهرة"، والعاصمة الإدارية الجديدة".
وإستطرد أن إفتتاح متحف الغردقة فى مارس الماضى تُعد بمثابة خطوة جديدة للافتتاحات الهامة حيث يقع متحف آثار الغردقة على مساحة 100 ألف متر، بينها 3 آلاف متر لعرض القطع الأثرية البالغ عددها الفان قطعة أثرية، أما عن متحف شرم الشيخ الدولي فهي خطوة سياحية رائعة لتنمية السياحية الثقافية في تلك المدينة المشهورة عالميًا بسياحتها الشاطئية، بالمتحف مقام علي مساحة مائة وتسعون ألف مربع، ويتسع المتحف لعرض عشرون ألف قطعة أثرية، تشمل العصور الفرعونية والإسلامية والقبطية، و يتكون المبنى من ست صالات وقاعة للمؤتمرات وبدروم وعدد من المحال للحرف التراثية ومسرح مكشوف وعددًا من المطاعم، ف الآثار المتنوعة والمتاحف المفتوحة أمام الزائرين والتي يتم افتتاحها في تلك الفترات جعلت مصر مؤهلة لقيادة السياحية الثقافية علي مستوي العالم.