الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكمة الإمام وأغاليط الأقزام!


ردا على أغاليط وتدليس المدلسين على الناس فى شأن كلمة فضيلة الإمام بمناسبة مؤتمر فرقاء بورما وتعمد الكذب والبهتان على رمز الإسلام وإخراج كلمته النقية العميقة عن مقتضاها ومقصودها، فإننى أذكر هؤلاء وأشباههم بأن الله عز وجل قال لموسى وأخيه هارون عليهما السلام عندما أراد منهما تقديم دعوة التوحيد إلى عنوان الفتنة ورأس الكفر فرعون: " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي .. " ومن فرعون هذا إنه من تكبر وتجبر وتطاول على الذات العلية فقال أنا ربكم الأعلى ، ثم يخرج علينا "معاتيه" من أهل هذا الزمان فيلبسون على الناس كلام الحكماء العلماء الفقهاء.

ونرى فى مشهد آخر رسول الله فى الحديبية يرجع عن مقصد مكة حقنا لدماء المسلمين بل يرد من نطق بالشهادتين إلى قومه بعد إعلان إسلامه ويقول له جبرا لخاطره : اصبر واحتسب بعد أن صادر عليه سهيل بن عمرو بقوله : يا محمد إن الأمر قد تم بالرغم من أن العدل بواقعه يقرر بأن الرسول يقبله ويدخل فى الإسلام إلا أن حكمة الرسول تقصد إلى ماهو أعدل وإلى ما هو أنفع للإسلام والمسلمين والناس أجمعين، لذا فقد تحلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو أنسب لتحقيق ما هو أعدل وأنفع وأبقى وأدوم ، ومشهد آخر ينهى الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام من أن يسبوا المشركين وآلهتهم رغم أنها حجارة لا تملك نفعا ولا ضرا ومع ذلك تأتي الآيات المانعة للوصول إلى ما هو أنفع وهو صون الذات الإلهية من العبث الذى قد يتأتي من هؤلاء الجهلة عباد الأصنام قال تعالي " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " .

مشهد آخر يلزم الله رسوله وأتباع رسوله أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، قال تعالي: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن.. " والحكمة أيها السادة تستوجب وضع الشيء فى موضعه على نحو يحقق المقصود منه .

وبناء عليه.. فإن إمام المسلمين وشيخ الإسلام الدكتور أحمد الطيب - حفظه الله - لم يدع أصحاب الديانة البوذية وغيرهم ليعرض عليهم الإسلام إنما دعاهم ليأخذ عليهم وعدا وعهدا بالسلام ونشر الأمان ودفع الظلم والقتل والعدوان الذى تنهى عنه كل المبادئ بما فى ذلك المبادئ التى يعتقدون فيها ويؤمنون بها . 

إن الدعوة إلى ما يصون الإنسانية لا تتوقف عند حد قال الله وقال رسول الله ،وإنما الحكيم الحكيم هو من يعكس قال الله وقال رسول الله - عند مخاطبته للآخرين ممن لا يدينون بدينه - فى مبادئ لا تختلف عليها أديان الناس وأجناسهم ولو لم يكونوا مسلمين.

أيها السادة كل ما حقق النفع للإنسانية وصانها من العبث وحماها من الضياع وحفظها من النيل وحقن دماءها من مسيس القتل وشبهه هو من دين الله وحكمة رسول الله . فيجب علينا قراءة الواقع وإدراك المستقبل والوصول إلى المقصود والغاية المرجوة بما يحقق المقاصد العليا للأديان السماوية ويحمي بقاء الإنسانية ويحيي نماءها وجمالها على الوجه الأكمل .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-