الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا تحتفل بعيد الجمهورية مدنيا للمرة الأولى.. إلغاء العرض العسكري خشية انقلاب جديد.. صور

صدى البلد

  • أردوغان يقتنص فرصة زيارته لضريح أتاتورك لإدانة انقلاب يوليو الوهمي
  • انقسام بين ورثة أتاتورك والحزب الحاكم
  • إلغاء مظاهر العسكرية في الاحتفال واستقبال أهالي ضحايا الانقلاب في القصر الرئاسي
احتفلت تركيا أمس، السبت 29 أكتوبر، بالذكرى الـ93 لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، أقيمت الاحتفالات بعيد الجمهورية في العاصمة أنقرة والمدن التركية المختلفة، وكذلك في الجزء المحتل من قبرص، وفي السفارات والقنصليات التركية بالخارج، وللمرة الأولى ألغى العرض العسكري الرسمي في مركز أتاتورك الثقافي بمناسبة عيد الجمهورية.

وتشهد العاصمة أنقرة سلسلة من الاحتفاليات بهذه المناسبة، إذ أقيمت الاحتفاليات الأولى في ساعات الصباح الأولى بضريح أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، حيث توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الضريح، على رأس وفد ضم رئيس البرلمان إسماعيل قهرمان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ورئيس الأركان العامة" خلوصي أكار"، ورؤساء أحزاب المعارضة ومسئولي جهاز القضاء وقيادة الجيش، بزيارة ضريح أتاتورك، ووضع عليه إكليلا من الزهور.

أردوغان يدوِّن الانقلاب في ضريح أتاتورك
دوّن الرئيس التركي على دفتر الشرف الخاص بضريح أتاتورك قائلًا: "المقاومة الباسلة التي أظهرها الشعب في جميع أرجاء البلاد ضد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، هي تجسيد للإيمان المشترك والإرادة التي توجّت حرب استقلالنا بالنصر قبل 93 عاما".

وأضاف: "نحن نعمل أيضًا على رفع البلاد إلى مستوى الحضارات الحديثة، من خلال تحقيق أهداف 2023، والحفاظ على المكتسبات التي دفع ثمنها 246 شهيدًا وألفان و164 جريحًا (في إشارة إلى عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال تصديهم لمحاولة الانقلاب)".

كما استقبل بعدها أردوغان، كبار المسئولين الأتراك، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، عقب المراسم الرسمية التي أقيمت عند ضريح أتاتورك.

يلديرم: عيد الجمهورية نقطة تحول فارقة في تاريخ تركيا
من جانبه، هنأ رئيس الوزراء بن علي يلديرم الشعب التركي بمناسبة عيد الجمهورية في بيان له أمس، السبت، وقال "إن النصر الذي حققه الشعب ضد القوى الاستعمارية الراغبة باحتلال البلاد (ضد قوات التحالف بريطانيا، فرنسا، اليونان) إبان حرب الاستقلال (1919 – 1923)، توجّهُ نصرهم بإعلان الجمهورية بـ 29 أكتوبر 1923"، لافتًا إلى أن تأسيس الجمهورية كان نقطة تحول فارقة في تاريخ تركيا.

وأشار يلدريم إلى التقدم الذي حققته الجمهورية على جميع الأصعدة عقب إعلان تأسيسها، ووصولها إلى مرتبة مرموقة في العالم الحديث.

مشاهد احتفال مختلفة
للمرة الأولى تغير نظام الاحتفال بعيد الجمهورية الحديثة هذا العام، حيث ألغي العرض العسكري الرسمي الذي كان يقام في احتفاليات هذا العيد، وربما بوادر نفس الشيء قد حدثت في العام الماضي، فلم يتم تسيير الدبابات في العرض العسكري في خطوة مغايرة لشكل عروض السنوات الماضية، حيث شكلت الإجراءات في 30 أغسطس الماضي بداية وضع إجراءات جديدة خاصة بمسيرة رئيس الجمهورية وكبار رجال الدولة التركية، وانطلقت المسيرة من البرلمان التركي بمشاركة المواطنين، وانتهت عند مقر المجلس الأول (البرلمان القديم).

في حين أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض -هذا العام- أنه سينطلق من أمام المجلس الأول في مسيرة تنتهي إلى ضريح كمال أتاتورك، فيما رسخ هذا الفعل الانقسام بين النظام الحاكم في تركيا حاليًا، وورثة أتاتورك، إذ نظم حزب الشعب الجمهوري تجمعًا حاشدًا أمام البرلمان القديم تحدث خلاله رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو.

وبحلول ساعات المساء، استقبل أردوغان ووزوجته داخل القصر الرئاسي الضيوف المدعوين لحضور احتفالية عيد الجمهورية والبالغ عددهم ألفي ضيف من بينهم شخصيات سياسية وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، وفنانون ورياضيون وعسكريون وأقارب الشهداء ومدنيون.

مصطفى أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية:
يذكر أن مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، ولد في 19مايو عام1881 في إحدى العشائر التركية التي هاجرت إلى الأناضول في القرن الرابع عشر والخامس عشر، التحق بالمدرسة الحربية، وتدرج في الجيش التركي، وأرسل للعديد من الجبهات منها دمشق وطرابلس، وبعد الحرب العالمية الأولى ودخول الدولة العثمانية الحرب منذ 19 أكتوبر 1914، قاد أتاتورك الحركة التركية الوطنية، وأوقع الهزيمة باليونانيين في الحرب التركية اليونانيية عام 1922، وبعد انسحاب قوات التحالف من الأراضي التركية أسس الجمهورية الحديثة في 29 من أكتوبر عام 1923، وجعل عاصمتها أنقرة، وألغى الخلافة الإسلامية العثمانية وأعلن علمانية الدولة، ولذا يحتفل الأتراك بعيد تأسيس الجمهورية الحديثة في الـتاسع والعشرين من شهر أكتوبر من كل عام.