في تطور جديد يتعلق بأزمة الأسرى الفلسطينيين، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هناك مساع لحل مشكلة الـ602 أسير فلسطيني التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقد تلعب مصر دور الوسيط في هذا الملف.
وقف النار في غزة
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والاستراتيجية، إننا نعيش عصر القوة، ومصر التي كانت تحت الوصايا وتنفيذ الاملاءات غير مصر صاحبة القرار بعد أن كان متبع الاستدعاء إلى أمريكا والاجتماع وتنفيذ أوامر جاء القدر بالرجل الذي قال لا، ولن أذهب الى أمريكا إذا كان نية
للتهجير .

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "خاصة أن هناك رفض رسمي وشعبي من وراء الرئيس السيسي وقد قام بزيادة عدد القوات في سيناء أكثر ما هو موجود ، وردت إسرائيل بأنها ستضرب السد العالي إذا رفضت مصر تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فجاء الرد المصري برسالة واضحة أن مصر سترد بضرب مفاعل ديمونة وهذا ما جعل ترامب يتراجع عن ما قال وأصر ، مضيفا: مصر اليوم هي تقترح وعلى الجميع أن يقبل بما تقول".
وأشار نعمة، إلى أنه بالأمس كانت مصر واليوم إنها مصر العظمى، وخاصة كلنا نعلم أن مصر هي من قامت وفاوضت بموضوع وقف النار في غزة ، وهي من حافظت على القضية الفلسطينية رغم كل الضغوطات والصعوبات بالتفاوض مع الكيان الصعب ، والذي يريد المزيد والطمع إلا أن القيادة المصرية بصبرها وحكمتها وقوتها تصل إلى ما هو الأفضل لحق الفلسطينيين ولقضيتهم المحقة.
وتابع: "مصر هي صمام الأمان للقضية المركزية وهي فلسطين ولا ننسى ما
تقوم به مصر اليوم بشأن القمة التي تعقد في الرابع من مارس المقبل، وهي قمة الخطوط الحمراء للعالم العربي والشرق الأوسط مصر التي تعمل هي والمملكة العربية السعودية لبلورة سلام دايم في الشرق الأوسط والمنطقة العربية ".
مشكلة الـ602 أسير فلسطيني
ووفقا لما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، فإن هناك اقتراحا بأن تقوم حركة حماس بنقل جثتي رهينتين إسرائيليين إلى مصر، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 301 أسير فلسطيني من أصل 602 كانوا مقررا الإفراج عنهم يوم السبت الماضي، ويأتي هذا المقترح في محاولة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من الانهيار.
وفي حال تم تنفيذ هذا الحل بنجاح، من المتوقع أن يتم تكرار نفس الإجراء مع جثتين أخريين للرهائن، مع الإفراج عن 301 أسير آخر في آخر دفعة من الأسرى المقررة في المرحلة الأولى من الاتفاق، بحسب القناة الإسرائيلية.
والاقتراح الذي يتضمن مرور جثث الرهائن عبر الأراضي المصرية قد يسهم في تجنب تكرار العرض الذي أقامته حماس خلال عملية إطلاق سراح أربع جثث من الرهائن يوم الخميس الماضي، وهو العرض الذي أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين.
وكانت مصر قد لعبت دورا مهما في التوسط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ عملت على تسهيل المفاوضات إلى جانب قطر والولايات المتحدة، على مدار عدة أشهر.
انتهاك خصوصية المحتجزين الإسرائيليين
ومن جانبها، رفضت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الإفراج عن الـ602 أسير فلسطيني كما كان مقررا، وذلك بعد تسليم حماس جثث 4 رهائن إسرائيليين يوم الخميس و6 رهائن أحياء يوم السبت.
ومن جانبه، أعلن نتنياهو تأجيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، مبررا ذلك بأن "حماس انتهكت خصوصية المحتجزين الإسرائيليين" أثناء إطلاق سراحهم، مع تأكيده على استعراضات "استفزازية" من جانب الحركة، كما ورد في تصريحاته.
وأوضح مكتب نتنياهو أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيكون مشروطا بالحصول على ضمانات من الوسطاء، لضمان عدم قيام حماس بأي استعراضات استفزازية أخرى.
في رد فعل من حركة حماس، أعلنت أنها لن تقبل بأي محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر الوسطاء، بشأن الخطوات المستقبلية، ما لم يتم إطلاق سراح الـ602 أسير فلسطيني.
والجدير بالذكر، أن المرحلة الأولى من اتفاق غزة من المقرر أن تنتهي يوم السبت المقبل، وسط حالة من الغموض حول تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق.
وتظل الأزمة في غزة بين التأجيل والمفاوضات المستمرة، حيث يبقى دور مصر حاسما في إتمام الاتفاق وضمان استمراريته، في الوقت الذي تراوح فيه المواقف بين مختلف الأطراف.