في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال المالي عبر الإنترنت، اختفت منصة FBC بعد أن جمعت مليارات الدولارات من المستثمرين الطامحين للربح السريع.
سلطت هذه الفضيحة الضوء على مخاطر الاستثمار في المنصات غير المرخصة، التي تعد بعوائد ضخمة دون أي ضمانات.
نموذجًا كلاسيكيًا للاحتيال الإلكتروني
وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد عسكر، مستشار التكنولوجيا وخبير أمن المعلومات، أن فضيحة منصة FBC تُعد نموذجًا كلاسيكيًا للاحتيال الإلكتروني الذي يستهدف الطامحين للربح السريع دون التحقق من مصداقية المنصات التي يستثمرون بها.
وأوضح أن هذه العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في عالم الاستثمارات الرقمية غير المنظمة.
كيف وقع المستثمرون في فخ الاحتيال؟
أوضح عسكر أن FBC اعتمدت على أساليب إغرائية، حيث وعدت المستثمرين بأرباح مضمونة من خلال التفاعل مع الإعلانات والتسويق بالعمولة. في البداية، سُمح للمستخدمين بجني أرباح صغيرة لتعزيز الثقة، ولكن بمجرد تحقيق المنصة لمليارات الدولارات، اختفت تمامًا، تاركة آلاف الضحايا في حالة صدمة.
إشارات التحذير
وأشار عسكر إلى أن هذه المنصة استخدمت نموذج مخطط بونزي، حيث يتم دفع أرباح للمستثمرين القدامى من أموال المستثمرين الجدد، ما يخلق وهم الاستقرار. وشدد على أن هناك إشارات تحذيرية واضحة تم تجاهلها، مثل عدم وجود ترخيص قانوني، وغياب المعلومات عن هوية القائمين على المنصة، وصعوبة سحب الأموال بعد فترة من الاستثمار.
كيف نحمي أنفسنا من الاحتيال؟
أكد عسكر أن الحل الوحيد لتجنب مثل هذه الفخاخ هو التأكد من ترخيص المنصة لدى هيئات رقابية معترف بها، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) أو الهيئة المالية البريطانية (FCA)، إلى جانب البحث عن تقييمات المستخدمين، وعدم الوثوق بالوعود غير الواقعية، والاعتماد على منصات استثمار قانونية وموثوقة.
دور الجهات الرقابية
طالب عسكر بضرورة تشديد الرقابة على المنصات الرقمية وزيادة حملات التوعية لحماية المستثمرين، مشددًا على أن تكرار هذه العمليات الاحتيالية يضعف الثقة في سوق الاستثمار الرقمي ويزيد من المخاطر المالية.
الخلاصة
واختتم الدكتور محمد عسكر تصريحه بالقول إن الاستثمار الذكي يبدأ بالوعي والتحقق، داعيًا الجميع إلى الحذر من الانجراف وراء الإغراءات المالية غير المنطقية، لأن الطمع قد يكون بوابة الخسارة الأكبر.