الكشري هو أحد أشهر الأطباق في المطبخ المصري والعربي بشكل عام، ويتميز بتنوع مكوناته التي تشمل الأرز، المكرونة، العدس، البصل المقلي، وصلصة الطماطم الحارة، وكذلك الحمص.
هل يؤثر تناول الكشري على مرضى القولون العصبي؟.. مفاجأة
لكن رغم طعمه الشهي والمغذي، فإن تناوله قد يكون له تأثيرات سلبية على مرضى القولون العصبي (IBS)، وذلك لعدة أسباب تتعلق بمكوناته وطريقة تحضير هذا الطبق. دعنا نستعرض التفاصيل بشكل موسع، كشف عنها خبير التغذية عبد الرحمن شمس فى تصريحات خاصة لصدى البلد، تتمثل فيما يلي :
1. الألياف الغذائية والأطعمة الغنية بالعدس:
العدس هو أحد المكونات الأساسية في الكشري، وهو مصدر جيد للبروتين والألياف الغذائية. إلا أن الألياف، رغم فائدتها في تعزيز الهضم وتقليل الإمساك، قد تكون مزعجة لمريض القولون العصبي، خاصة إذا كان يعاني من النفخة أو الانتفاخ. الأطعمة الغنية بالألياف قد تتسبب في زيادة الغازات والإحساس بالتقلصات في البطن لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية القولون، مما يؤدي إلى زيادة الأعراض المزعجة.
2. المكرونة والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات:
المكرونة المصنوعة من القمح تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة التي تحتاج إلى وقت أطول للهضم. مرضى القولون العصبي قد يعانون من صعوبة في هضم هذه الكربوهيدرات، مما يؤدي إلى تراكم الغازات والانتفاخات. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تحسس تجاه الجلوتين في بعض الحالات، مما يفاقم الأعراض.
3. البهارات الحارة وصلصة الطماطم:
الكشري غالباً ما يُقدم مع صلصة طماطم حارة تحتوي على التوابل التي قد تساهم في تهيج القولون. المواد الحارة مثل الفلفل الحار، الثوم، البصل، والبهارات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التقلصات المعوية وزيادة حساسية القولون لدى المرضى. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القولون العصبي، فإن هذه المكونات قد تساهم في الشعور بالحموضة أو الحرقة في المعدة.
4. البصل المقلي:
البصل المقلي هو من المكونات التي تضيف نكهة مميزة للكشري، ولكنه قد يكون من المكونات التي يفضل تجنبها من قبل مرضى القولون العصبي. البصل، خاصة عندما يتم قليه، يحتوي على مركبات قد تسبب تهيجاً للأمعاء، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي الحساس. البصل النيء أو المقلي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الانتفاخات والتقلصات المعوية.
5. الحمص والمكونات الغنية بالفودماب:
الحمص، مثل باقي البقوليات، يحتوي على كمية كبيرة من الفودماب (FODMAPs)، وهي نوع من الكربوهيدرات التي يصعب هضمها في الأمعاء الدقيقة. هذه الكربوهيدرات تؤدي إلى تكوين الغازات والانتفاخ، وهو ما يعد من الأعراض الشائعة لمرضى القولون العصبي. حتى لو كانت الحمص تحتوي على فوائد غذائية عالية، إلا أن هذه المركبات قد تثير الأعراض المعوية.
6. تأثير الدهون والزيوت:
طريقة تحضير الكشري قد تشمل إضافة كميات من الزيت أو السمن، خاصة أثناء قلي البصل أو تحضير الصلصة. الدهون الزائدة يمكن أن تؤدي إلى تدهور حالة القولون لدى المرضى، حيث إنها قد تتسبب في بطء عملية الهضم أو تؤدي إلى تهيج الأمعاء. الدهون في الطعام، خاصة إذا كانت ثقيلة أو مقلية، قد تزيد من الشعور بالتخمة أو الامتلاء.
7. التأثير النفسي على القولون:
علاوة على ذلك، يعاني العديد من مرضى القولون العصبي من أعراض نفسية تترافق مع الطعام مثل القلق أو التوتر، خاصة في حال تناول الأطعمة الثقيلة أو المعقدة. قد يؤدي تناول طبق الكشري الذي يحتوي على العديد من المكونات المتنوعة والدهون إلى تفاقم الأعراض النفسية، مما يزيد من تفاقم مشكلة القولون العصبي.
مفاجأة: متى يمكن أن يكون الكشري آمناً؟
ورغم أن الكشري قد يبدو طبقاً محظوراً لمرضى القولون العصبي، إلا أن هناك طرقاً يمكن من خلالها تحضير الكشري ليكون أكثر توافقاً مع الأمعاء الحساسة. على سبيل المثال:
تقليل كمية البصل المقلي: يمكن تقليل كمية البصل المقلي أو استبداله ببصل مسلوق.
إزالة بعض المكونات: يمكن تقليل كمية العدس أو المكرونة، خاصة إذا كانت تسبب الانتفاخات.
تقليل التوابل: استبدال الصلصة الحارة بصلصة خفيفة تحتوي على توابل معتدلة.
استخدام المكونات الطازجة: استبدال الحمص المعلب بحمص طازج ومغسول جيداً لتقليل تأثير الفودماب.