يحرص المسلمون في مختلف أنحاء العالم على اغتنام فضل يوم الجمعة، خاصة عندما تتزامن مع أيام شهر شعبان، لما تحمله من نفحات إيمانية وأجواء روحانية تمهّد لاستقبال شهر رمضان المبارك.
ومع حلول أول جمعة من شعبان 2024، يكثر البحث عن الأدعية المستحبة في هذا اليوم المبارك، أملاً في التقرب إلى الله، ونيل البركة والمغفرة.
أهمية الدعاء في أول جمعة من شعبان
يعد شهر شعبان من الأشهر المباركة التي أوصى النبي محمد ﷺ بالإكثار من الطاعات فيها، حيث ثبت عنه أنه كان يكثر من الصيام والدعاء خلاله. وجاء في الحديث الذي رواه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان إذا رأى هلال شعبان قال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ» (رواه الترمذي). وهذا يدل على فضل هذا الشهر وضرورة الاستعداد فيه لشهر رمضان بالدعاء والعمل الصالح.
أدعية مستحبة في أول جمعة من شعبان
وبحسب الشيخ عبد الحميد الأطرش رحمه الله ، الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فإن الدعاء في أول جمعة من شعبان مستحب، ويمكن للمسلم أن يتوجه إلى الله بأدعية متنوعة، منها:
اللهم إنّي أتقرب إليك بذكرك وأستشفع بك إلى نفسك وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك، وأن توزعني شكرك، وأن تلهمني ذكرك، اللهم إنّي أسألك سؤالا خاضعا متذللا خاشعا، أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضيا قانعا وفي جميع الأحوال متواضعا، اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظّم فيما عندك رغبته.
اللهم ارحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء، يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا نور المستوحشين في الظلم، يا عالما لا يعلم، وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله.
اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان من غير أن نرى دمعة حبيب، ولا فِراق غالٍ، ولا استمرار مرض لقريب، اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، ونحن في أحسن حال، وأعنّا على صيامه وقيامه يا رب العالمين.
اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم، فرّج عني ما أمسيت فيه وأصبحت فيه، أجرني، أجرني، أجرني، يا الله.
فضل شعبان والتمهيد لشهر رمضان
يُعتبر شهر شعبان بمثابة جسر يربط بين رجب ورمضان، حيث يتجه فيه المسلمون إلى الإكثار من العبادات والاستغفار والتوبة، استعدادًا لشهر المغفرة والرحمة.
وقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يُكثر من الصيام في هذا الشهر، وعندما سئل عن ذلك، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم» (رواه النسائي).
ومع حلول أول جمعة من شعبان، يتجدد الأمل لدى المسلمين في نيل رضا الله، وتطهير القلوب، والاستعداد الروحي لاستقبال رمضان بروح صافية ونفس مطمئنة. لذا، فإن الدعاء والعمل الصالح في هذا اليوم المبارك فرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها.