ينتشر بين الناس العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فضل شهر شعبان دون التأكد من صحتها، متناسين تحذير النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار”، وفي ظل هذا الأمر، شدد علماء الحديث على ضرورة التحقق من صحة الأحاديث قبل نشرها أو العمل بها.
ورصدت دار الإفتاء المصرية، من خلال أبحاث علمية متخصصة، عددًا من الأحاديث المنتشرة حول شهر شعبان، والتي تبين ضعفها أو عدم صحتها، ومن أبرزها:
1. حديث تأجيل النبي -صلى الله عليه وسلم- لصيامه السنوي إلى شعبان، وقد أخرجه الطبراني وضعفه الحافظ ابن حجر بسبب وجود راوٍ ضعيف في سنده.
2. حديث "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"، حيث تم تضعيفه بسبب رواة غير موثوق بهم، وفق ما ذكره الحافظ ابن حجر في "تبين العجب".
3. حديث "لم يصم النبي بعد رمضان إلا رجب وشعبان"، والذي اعتبره ابن حجر حديثًا منكرًا بسبب ضعف أحد رواته.
4. حديث "رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي"، وصنّفه علماء الحديث على أنه حديث موضوع وضعيف جدًا.
5. حديث فضل تعظيم شهري رجب وشعبان، والذي وصفه العلماء بأنه حديث مكذوب على النبي، وأكد البيهقي أنه "موضوع ظاهر الوضع".
6. حديث فضل شعبان على سائر الشهور كفضل النبي على سائر الأنبياء، وقد أكد الحافظ ابن حجر أن راويه الأساسي كان معروفًا بوضع الأحاديث.
7. حديث تفسير سبب تسمية شهر شعبان ورمضان، وقد ثبت ضعفه نظرًا لوجود راوي كاذب في سنده.
8. حديث "أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان"، حيث تبين ضعفه بسبب راوي غير موثوق فيه ومتن مخالف لأحاديث صحيحة.
9. حديث "ينسخ لملك الموت من يقبض في شعبان"، والذي حكم عليه العلماء بالنكارة، خاصة في الجزء المتعلق بكتابة أسماء الموتى في هذا الشهر.
10. حديث "من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة"، والذي حكم عليه الإمام الألباني بأنه ضعيف.
وأكد العلماء على ضرورة الرجوع إلى مصادر الحديث الموثوقة، وعدم نشر أو تداول أي حديث دون التأكد من سنده وصحته، لما في ذلك من خطر التقول على النبي بغير علم.