اليوم العالمي للحضن، في 21 يناير من كل عام، يحتفل العالم بيوم غير تقليدي ولكنه عميق في معناه، إنه اليوم العالمي للعناق، قد يظن البعض أن العناق هو فعل غريزي وطبيعي بين البشر لا يحتاج إلى مناسبة للاحتفال به، ولكن الحقيقة أن هذا اليوم كان فكرة مبتكرة تهدف إلى نشر المحبة والدعم بين الناس في وقت كانت فيه العلاقات الإنسانية مهددة بالتباعد والتكنولوجيا.
اليوم العالمي للحضن.. من اخترع العناق لم يكن أخرساً!
ومن هنا، بدأ الحديث عن "من اخترع العناق؟"، والذي قد يتصور البعض أنه كان شخصًا أخرسًا أو لا يملك الكلمات للتعبير عن مشاعره، ولكن الحقيقة أن فيكتور ميلر، الذي اخترع هذا اليوم، لم يكن أخرسًا، بل كان شخصًا عميق التفكير، آمن بقوة العناق كوسيلة للتواصل والاحتواء.
فى اليوم العالمي للحضن من هو فيكتور ميلر؟
في عام 1986، بدأ فيكتور ميلر، وهو شخص عادي من ولاية كندا، حملته لتخصيص يوم عالمي يتم فيه تشجيع الناس على العناق، لم يكن ميلر يعتقد أن العناق مجرد فعل جسدي عابر، بل كان يرى فيه لغة عالمية غير شفهية تُعبّر عن الدعم والحنان والمواساة. كانت فكرته تدور حول خلق عالم من المحبة حيث يُمكن للناس التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم دون الحاجة إلى الكلمات، ففي عالم مليء بالصخب والضغوط اليومية، كان يرى أن العناق هو أفضل وسيلة لتجديد الروابط الإنسانية وتخفيف الألم النفسي.
فى اليوم العالمي للحضن العناق: لغة غير لفظية تحمل آلاف المعاني
يُعتبر العناق أحد أقدم وأبسط وسائل التعبير عن المشاعر بين البشر، لكن هل فكّرنا يومًا في مدى قوة العناق؟ إنه لا يحتاج إلى كلمات ليحمل معنى. عندما نعانق شخصًا ما، نُرسل له رسالة من الدعم غير المشروط، سواء كان ذلك في لحظات الفرح أو الحزن.
العناق يتجاوز الكلمات التي قد تكون غير كافية في بعض الأحيان للتعبير عن مشاعرنا.
يمكن أن يحمل العناق معاني متعددة: تعبير عن الحب، المواساة في لحظات الحزن، تهنئة بالنجاح، أو حتى مجرد فرصة للاحتفاظ باللحظة ومشاركة السعادة.
إن فيكتور ميلر لم يكن أخرسًا في اختراعه لهذا اليوم، بل كان شخصًا يستوعب تمامًا أن العناق يحمل القدرة على التعبير عن أكثر مما يمكن أن تُقوله الكلمات.
العناق هو أداة من أدوات التواصل الفعّال التي لا تُفقد تأثيرها بسبب الوقت أو الظروف.
في لحظات العناق، يمكن أن يشعر الشخص بالطمأنينة والأمان، وهذا هو الهدف الذي كان يسعى إليه ميلر.
فوائد العناق الصحية والنفسية
من فوائد العناق أنه أكثر من مجرد كونه وسيلة للتواصل الاجتماعي؛ فهو يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية.
عندما نعانق شخصًا ما، فإن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون "الحب"، الذي يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، ويُحسن المزاج العام.
هذا الهرمون يُساعد على تقوية العلاقة بين الأفراد ويعزز من الشعور بالراحة والسكينة.
أما من الناحية الجسدية، فالعناق يساهم في تحسين الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم، وتقوية الجهاز المناعي.
ببساطة، يُعتبر العناق بمثابة علاج طبيعي للألم النفسي والجسدي.
وفي العالم الحديث الذي تكثر فيه الضغوطات والمشاعر السلبية، يُعد العناق أداة فعّالة لتحسين الصحة العامة والتمتع بحياة متوازنة.
العناق في الثقافات المختلفة
على الرغم من أن العناق يُعتبر سلوكًا عالميًا، إلا أن لكل ثقافة طريقة مختلفة في ممارسته.
ففي بعض الثقافات الغربية، يُعد العناق تعبيرًا شائعًا عن الحب والصداقة، بينما في ثقافات أخرى قد يُنظر إليه على أنه أكثر خصوصية أو قد يقتصر على أفراد العائلة المقربين.
لكن بغض النظر عن هذه الفروق، يُظل العناق واحدًا من أسمى طرق التواصل البشري في جميع أنحاء العالم.
اليوم العالمي للعناق: رسالة عالمية للوحدة والمحبة
إن اليوم العالمي للعناق هو أكثر من مجرد فرصة للاحتفال بفعل العناق، هو دعوة للناس في كل أنحاء العالم ليتبادلوا لحظات من الحب والحنان في زمن أصبحت فيه الكلمات أحيانًا غير كافية للتعبير عن المشاعر الحقيقية. العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى تجديد الروابط الإنسانية والتأكيد على أهمية التواصل العاطفي بين الأفراد.
اليوم العالمي للعناق يشجعنا على تقوية علاقاتنا، سواء كانت مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى مع الغرباء الذين قد يحتاجون إلى كلمة أو لمسة دافئة.
العناق لا يُعبّر فقط عن الراحة، بل هو فعل يُظهر أننا مهتمون وأننا موجودون لدعم من حولنا.