تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الثلاثاء ، الموافق الأول من شهر كيهك القبطي، بتذكار نياحة البابا القديس يؤانس الثالث البطريرك الأربعون من بطاركة الكرازه المرقسية.
البابا يؤانس الثالث
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين ، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 405 للشهداء ( 689م ) تنيَّح البابا القديس يوأنس الثالث البطريرك الأربعون من بطاركة الكرازة المرقسية.
واضاف السنكسار: وُلِدَ هذا القديس في سمنود – محافظة الغربية، وترَّهب بدير القديس مكاريوس ببرية شيهيت، وبعد نياحة البابا أغاثو اُختير هذا الأب للبطريركية، فلاقى شدائد كثيرة خصوصاً من الخلقيدونيين ولكنه كان يحتمل بوداعة مُصلياً ليحفظ الرب كنيسته، ولما استقرت وهدأت الأمور اهتم ببناء كنيسة القديس مار مرقس الإنجيلي بالإسكندرية، واشترى لها أوقافاً كثيرة.
واختتم السنكسار: وفي أواخر أيامه اشتد به المرض وتنيَّح بشيخوخة صالحة بعد أن قضى على الكرسي المرقسي نحو تسع سنوات.
البابا أثناسيوس الثالث
وفي مثل هذا اليوم ايضا من سنة 978 للشهداء ( 1261م )، تنيَّح البابا القديس أثناسيوس الثالث البطريرك السادس والسبعون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وتابع السنكسار: ترَّهب هذا القديس بدير الأنبا أنطونيوس باسم الراهب بولس بن كليل.
وبعد أن ظل الكرسي المرقسي شاغراً بنياحة البابا كيرلس الثالث الشهير بابن لقلق، نحو سبع سنوات ونصف، اتفق رأي الأساقفة على إقامته بطريركاً، بعد أن صلُّوا وألقوا قرعة هيكلية فوقعت عليه، وتمت رسامته في 12 بابه سنة 967 للشهداء ( 1250م ).
وأكمل السنكسار: اهتم هذا البابا برسامة الكهنة الروحيين وافتقاد الشعب ووعظه وتعليمه. ولما وجد أن الكنائس تحتاج إلى الميرون المقدس، دعا الأساقفة إلى دير القديس مكاريوس حيث قام بعمل الميرون مؤدياً الصلوات المقدسة في فرح روحي شمل الجميع.
واضاف السنكسار: ولكن السلام والفرح الذي ساد الكنيسة لم يَدُمْ طويلاً بحسد الشيطان، فقام بعض الرعاع بحرق كنيسة باسم العذراء وقُتِلَ كثير من الأقباط فطغى الحزن على قلب البابا أثناسيوس الثالث حينما رأي كل هذه المصائب تحل على شعبه، وأراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم فتنيَّح بسلام، فودعه شعبه بإكرام جزيل اعترافاً بفضله وأعماله الصالحة، ودُفن بكنيسة الشهيد مرقوريوس – أبى سيفين – بمصر القديمة، بعد أن أقام على الكرسي نحو إحدى عشرة سنة.
كتاب السنكسار الكنسي
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.