تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، الموافق الثالث والعشرون من شهر هاتور القبطي ، بذكرى نياحة القديس كرنيليوس قائد المائة.
القديس كرنيليوس قائد المائة
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم تنيَّح القديس كرنيليوس قائد المائة، وهو روماني الجنس، من الكتيبة الإيطالية في قيصرية. كان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ، ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم. انذهل عقله، وترك عبادة الكواكب، وداوم على الصوم والصلاة والرحمة.
وتابع السنكسار: وكان يقول: "أيها الإله أرشدني واهدني إليك ". فتحنن الله عليه وقَبِل صلاته وصدقته. فرأى ظاهراً في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار ملاكاً من الله داخلاً إليه وقائلاً له يا كرنيليوس. فلما شخص إليه ودخله الخوف قال له: " صلواتك وصدقاتك صعدَتْ تذكاراً أمام الله. والآن أرسِلْ إلى يافا رجالاً واستدع سمعان الملقب بطرس. إنه نازل عند سمعان رجل دباغ بيته عند البحر. هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل " ( أع 10: 3 – 6).
وأكمل السنكسار: ثم تقابل القديس بطرس الرسول مع الرجال وذهب معهم إلى قيصرية، وكان القديس قد أُعلم بإعلان إلهي أن لا يمانع في دخول الأمم إلى الإيمان ( أع 10: 9 – 20). " ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه. فأقامه بطرس قائلاً: قم أنا أيضاً إنسان. ثم دخل وهو يتكلم معه ووجد كثيرين مجتمعين. فقال لهم أنتم تعلمون كيف هو محرَّم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي أو يأتي إليه. وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئتُ من دون مناقضة " ( أع 10: 25 – 29).
وأضاف السنكسار: ثم كلمهم بطرس عن الإيمان وعن سر التجسد والفداء والقيامة والصعود وعمل الآيات باسمه. فآمن كرنيليوس وأهل بيته والذين معه، واعتمدوا وحلَّ عليهم الروح القدس بوضع يد القديس بطرس.
واختتم السنكسار: فترك كرنيليوس خدمة الجُندية وتفرغ لخدمة الرب مما دعا القديس بطرس لرسامته أسقفاً على مدينة قيصرية فلسطين. فمضى إليها وبشَّر فيها بالسيد المسيح، فاستنارت عقولهم وآمنوا. ثم ثبتهم بما صنعه معهم من الآيات والمعجزات. وعمَّدهم جميعاً. وكان بينهم ديمتريوس الوالي. وبعد أن أكمل القديس كرنيليوس جهاده الصالح تنيَّح بسلام.
تكريس كنيسة القديسة مارينا المجاهدة
ويحتفل الأقباط في نفس اليوم ، بتذكار تكريس كنيسة الشهيدة العظيمة عروس المسيح المنتخبة القديسة مارينا المجاهدة، بمدينة أنطاكية، وذلك أنه بعد انقضاء عبادة الأصنام في عهد الإمبراطور قسطنطين، بُنيت هذه الكنيسة في نفس الموضع الذي وُضعَ فيه جسدها الطاهر.
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.