تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد الموافق التاسع والعشرون من شهر هاتور القبطي بذكرى استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء.
البابا بطرس خاتم الشهداء
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين ،أنه في مثل هذا اليوم أستشهد البابا بطرس " خاتم الشهداء " البطريرك السابع عشر من بطاركة الكرسي المرقسي.
وأضاف السنكسار: ولد البابا بطرس خاتم الشهداء من أبوين شُبِّها بزكريا وأليصابات لكونهما لم يُرزقا نسلاً. وكانا سالكَيْن حسب وصايا الرب وأحكامه، فأنجبا ابنهما " بطرس " بعد صلوات حارّة، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره رُسم شماساً، وعندما بلغ السادسة عشر رُسم قساً، وقد اشتهر القس بطرس بتعمقه في العلوم اللاهوتية والمدنية، مما أهَّله أن يُعيَّن مديراً لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وينال لقب " المعلم البارع في الدين المسيحي ".
وتابع السنكسار: وهبه الله نعمة إجراء الشفاء وإخراج الشياطين، فأثر في نفوس الشعب الإسكندري وأحبه.
ولما دَنَتْ نياحة البابا ثاؤنا، التف حوله بعض أبنائه باكين قائلين: " هل تتركنا يتامى يا أبانا " فأشار بيده إلى القديس بطرس وقال " هذا أبوكم الذي يرعاكم بعدي " وبعد نياحة البابا ثاؤنا تمت سيامة القديس بطرس باسم البابا بطرس السابع عشر يوم أول أمشير سنة 18 للشهداء ( 302م) فطاف جميع بلاد مصر مُثَبتّاً المؤمنين وراداً الضالين وواضعاً القوانين وفي أيامه قام أريوس المخالف وبدأ ينشر بدعته، فنصحه البابا بطرس أن يعدل عن رأيه فرفض فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة.
وواصل السنكسار: سمع الملك مكسيميانوس شريك دقلديانوس في الحكم، أن القديس بطرس يُعلِّم شعبه في كل مكان بالثبات على الإيمان المسيحي وعدم عبادة الأوثان، فحضر إلى مصر وبعدما فتك بالشعب، ودمَّر بلادهم وكنائسهم وقتل منهم أعداداً كبيرة، عاد إلى الإسكندرية، وقبض على البابا بطرس وأودعه في السجن آمراً بقتله.
وأكمل السنكسار: فاجتمع الشعب على باب السجن يريدون إنقاذ راعيهم، الذي أحبوه، بالقوة، فأجَّل القائد تنفيذ أمر القتل خوفاً من الشعب، ولما علم أريوس أن القديس سيمضي إلى الرب، استغاث بالكهنة لكي يطلبوا إلى البابا أن يحله، فزاد القديس في حَرْمه قائلاً " إن السيد المسيح ظهر لي في رؤيا وعليه ثوب ممزق، فسألته من شقَّ ثوبك يا سيدي، فأجاب أريوس هو الذي شق ثوبي فلا تقبله ".
بدمه انتهاء عبادة الأوثان
وأوضح السنكسار: واستدعى القديس بطرس قائد الجند سراً، وأشار عليه أن ينقب حائط السجن من الجهة الخالية من الشعب ويأخذه للقتل، فانذهل القائد من شهامة القديس، وفعل كما أمره، وأخرجه من السجن سراً وأتى به إلى مكان بقرب رفات مار مرقس الرسول، وهناك جثا القديس على ركبتيه، وصلى إلى الله قائلاً " ليكن بدمي انتهاء عبادة الأوثان وختام سفك دماء المسيحيين، فأتاه صوت من السماء قائلاً " آمين ". ولما أتم صلاته، تقدَّم السيَّاف وقطع رأسه المقدس. ونال إكليل الشهادة.
واختتم السنكسار: ولما علم المؤمنون باستشهاد بطريركهم. أتوا وأخذوا الجسد الطاهر وألبسوه ثياب الكهنوت، وأجلسوه على كرسي مار مرقس الذي لم يجلس عليه في حياته لأنه كان يرى قوة الرب عليه. ثم صلوا عليه ودفنوه بإكرام جزيل.