أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن ذكر الله عز وجل له مكانة خاصة تفوق مكانة العبادات الأخرى مثل الصلاة والصيام والحج، موضحًا أن الذكر هو الركيزة الأساسية التي تحيط بجميع العبادات وتربط المسلم بربه طوال حياته.
وأوضح جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه الكريم مرارًا وتكرارًا أن ذكره أكبر من أي شيء آخر، مستشهدًا بقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ»، مشيرًا إلى أن الذكر لا ينفصل عن الصلاة، بل يبدأ بها وينتهي بها، فالصلاة تُستهل بذكر الله وتنتهي بتحية السلام التي هي جزء من الذكر.
وأضاف: "ذكر الله يحاوط المسلم في كل عباداته، فعندما نؤذن نذكر الله، وعندما نصلي نبدأ ونختم بذكره، وبعد الصلاة نواصل الذكر بالتسبيح والتحميد، مما يجعل الذكر محور حياة المسلم وأساس كل عبادة. فهو حاضر قبل العبادات وأثنائها وبعدها".
وتابع: "الذكر لا يقتصر على العبادات فقط، بل يتغلغل في حياة المسلم اليومية، وهو الذي يجعل الإنسان يتجنب الوقوع في الفواحش والمنكرات، ويبعده عن التعلق بالدنيا بشكل مبالغ فيه.
فمن يذكر الله باستمرار يخشاه ويرجوه، وهذا الشعور بالخوف والرجاء يصقل شخصية المسلم ويجعله إنسانًا صالحًا ينشر الخير والعدل في الأرض".
وأشار جمعة إلى أن ذكر الله هو بمثابة الدرع الواقي الذي يحمي الإنسان من الشرور والفساد، وهو الوسيلة التي تعيد توجيه القلب والعقل إلى الله في كل وقت وحين.
واختتم حديثه قائلاً: "ذكر الله هو الأساس الذي يرفع العبادات كلها، وهو الذي يُعين المسلم على المضي قدمًا في حياته بتقوى وإيمان، ليبقى على صلة دائمة بربه".
تصريحات الدكتور علي جمعة جاءت في إطار سلسلة من المنشورات التي يسعى من خلالها إلى نشر الوعي الديني وتوضيح أهمية المفاهيم الروحية في حياة المسلم، حيث شدد على ضرورة الحرص على الذكر كعادة يومية، لما له من تأثير كبير على النفوس والمجتمعات.