يعتبر الدعاء وسيلة عظيمة للتواصل مع الله سبحانه وتعالى في لحظات الضيق والحزن، قد نواجه في حياتنا أوقاتًا صعبة نشعر فيها بأن الهموم تكاد تخنقنا، ويصبح الدعاء في هذه الأوقات متنفسًا يريح القلوب ويزيح عن صدورنا ما يثقلها.
الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال بل هو تعبير عن التوكل والتسليم لله، وطلب المدد والعون من القادر على كل شيء.
دعاء مجرب لفك الكرب
أحد أشهر الأدعية التي يُستحب تكرارها لفك الكرب والتخفيف من الهموم هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
في هذا الدعاء، نجد طلب الرحمة من الله وعدم الاعتماد على النفس حتى في أصغر الأمور، فهذا الدعاء يُعبّر عن الحاجة الملحة إلى الله والإقرار بضعف الإنسان أمام تقلبات الحياة.
دعاء مجرب لفك الكرب والخروج من الاكتئاب
ومن الأدعية المعروفة الأخرى لفك الكرب وعلاج الاكتئاب، نجد قول "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"؛ هذه الكلمات قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل معانٍ عميقة في قلب المسلم، حيث يستشعر ضعف قوته وعجزه عن إدارة شؤون الحياة دون عون الله.
ويقول سبحانه في كتابه الكريم: "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"، وهنا نجد المؤمن يلجأ إلى الله ويفوض أمره كله إليه، ويثق بأن الله بصير بحاله ولا يغفل عنه.
ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءٌ عظيم اعتاد أن يردده في لحظات الشدة والكرب، وهو: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ".
هذا الدعاء يمجد الله ويعترف بعظمته وقدرته، فتكراره يبعث الطمأنينة في النفس ويذكرنا بقدرة الله على تيسير الأمور وإزالة الكرب.
ومن الأدعية الشهيرة التي تتجلى فيها قدرة الله على تفريج الكرب أيضًا، دعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت، إذ قال: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".
يُعرف هذا الدعاء بدعاء ذي النون، وقد ورد في الأحاديث أنه من الأدعية التي لا يدعو بها مسلم إلا استجاب الله له، لأن الدعاء يعبر عن توبة واعتراف بضعف الإنسان وخطأه، مما يُدخل في النفس شعورًا بالراحة ويعينها على التحمل والصبر.
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية أخرى تبعث في النفس الراحة وتُزيل الهم، ومنها قوله: "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ". هذا الدعاء يجمع بين طلب الحماية من ضعف الإرادة والعجز، والخوف من الوقوع في ضيق الدين وهمومه التي تثقل النفس.
دعاء للراحة النفسية
وفي دعاء آخر للنبي صلى الله عليه وسلم، نجد هذا التعبير عن الرغبة في الراحة النفسية، حيث قال: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". يتضمن هذا الدعاء استحضار أوجه الضعف الإنساني، ويطلب المسلم من الله عز وجل العون في التغلب عليها.
ختامًا، الدعاء وسيلة فعّالة لطمأنة القلوب، وإزالة الغم، وإراحة النفوس المتعبة.
كلما شعرنا بضيق أو كرب، علينا أن نلجأ إلى الله بقلوب خاشعة، طالبين منه الفرج والتيسير، فوعده سبحانه حقّ، وكرمه بلا حدود، ورحمته أوسع مما نتخيل