في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تزداد وتيرة الهجمات التي تستهدف جنوب لبنان، حيث يتهم البعض إسرائيل بالسعي لتحويل المنطقة إلى "غزة ثانية" عبر تدمير البنية التحتية وضرب الاقتصاد اللبناني.
وفي هذا السياق، قدم المحلل السياسي اللبناني، الدكتور عبدالله نعمة، وجهة نظره حول أهداف العمليات العسكرية الإسرائيلية وتأثيرها على المجتمع اللبناني والاقتصاد المحلي.
وأضاف نعمة في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها العسكرية إلى تحويل جنوب لبنان إلى نموذج مشابه لغزة، وذلك عبر تدمير البنية التحتية وضرب الاقتصاد اللبناني، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى بث الفزع وإرهاب المواطنين اللبنانيين. وأكد نعمة في تصريحاته لـ"صدى البلد" أن هذه المحاولات تشمل استهداف مؤسسات حيوية مثل جمعية "القرض الحسن"، التي تلعب دوراً مهماً في القطاع المالي اللبناني.
وأكد نعمة أن استهداف جيش الاحتلال لمراكز "القرض الحسن" يأتي ضمن أهداف إسرائيل في حربها ضد حزب الله.
وأوضح أن هذه الاستهدافات ليست جديدة، حيث سبق الحديث عن وجود أموال وذهب تابعين للمؤسسة داخل المبنى الذي استشهد فيه حسن نصر الله، لكن حزب الله أكد لاحقاً أن أموال وذهب المودعين في "القرض الحسن" آمنة تماماً.
وأشار نعمة إلى أن الهجمات الحالية على مكاتب ومراكز "القرض الحسن" تركز على تدمير المباني فقط، وهي مبانٍ قد تكون مملوكة لمواطنين لبنانيين قاموا بتأجيرها للمؤسسة.
وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال تدمير هذه المراكز إلى إثارة الخوف بين اللبنانيين، في إطار حرب تدميرية وحشية تستهدف عموم الشعب اللبناني.
وأوضح الدكتور نعمة أن العمليات الإسرائيلية ليست موجهة فقط ضد حزب الله، بل تهدف إلى خلق حالة من الفزع والترهيب بين المواطنين اللبنانيين.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يستخدم أساليب القمع والتدمير العشوائي لتحقيق أهدافه في المنطقة، وذلك ضمن مخطط أوسع لضرب الاقتصاد اللبناني وإرهاب المواطنين.
وشدد نعمة على أن هذه الهجمات تأتي في إطار محاولات إسرائيل لزعزعة استقرار لبنان وضرب اقتصاده، لكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها.
وأكد أن الشعب اللبناني سيظل صامداً في مواجهة هذه الاعتداءات، ولن يخضع لمحاولات التخويف والترهيب التي تستهدف كسر إرادته.