في الآونة الأخيرة، تزايدت الأسئلة والاستفسارات على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسات الدينية، تحديداً فيما يتعلق بالخلافات الزوجية ، واحدة من الظواهر المقلقة هي لجوء الزوجين إلى الدعاء على بعضهما في أوقات الخلاف، رغم أن الإسلام حث على التراحم والإحسان بين الزوجين، كما جاء في قوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم".
رأي الفقهاء في الدعاء على الزوج
أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن ما يحدث من دعاء الزوجات على أزواجهن بسبب الظلم أمر محزن.
وأشار إلى أن الزوجة كانت في السابق تدعو لزوجها بالخير مثل "ربنا يفتحها في وشك"، ولكن مع تزايد حالات الظلم والإهانة من الأزواج تغيرت هذه العادة وأصبحت الزوجات يدعين بالشر.
وذكر عاشور أن هذا السلوك ليس من القيم الإسلامية، حيث أن الأسلم هو الدعاء بالهداية بدلاً من اللعن.
نصيحة مستشار المفتي
عاشور نصح الزوجات باستبدال الدعاء على الأزواج بدعاء بالهداية والإصلاح.
وأضاف: "الدعاء بالشر يزيد الوضع سوءاً، والأفضل أن تعاملي من أساء إليك بالحسنى".
ولفت إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من دعا على ظالمه فقد انتصر"، مشيراً إلى أن الدعاء لله بالهداية أو قول "حسبنا الله ونعم الوكيل" هو الخيار الأمثل في هذه الحالات.
حكم تقصير الزوج في النفقة
من جانبه، قال الدكتور محمد وهدان رحمه الله ، أستاذ بجامعة الأزهر، إن الزوج الذي يقصر في الإنفاق على زوجته وأولاده عليه إثم كبير، لأن الله تعالى أمر بالمسؤولية تجاه الأسرة.
وأضاف أنه إذا كانت الزوجة تفكر في الدعاء على زوجها لعدم إنفاقه، فمن الأفضل أن تدعو له بالهداية بدلاً من اللعن، مستشهداً بقول الله تعالى: "حسبنا الله ونعم الوكيل".
استجابة دعاء المظلوم
وفيما يتعلق بدعاء الزوجة المظلومة، أوضح الفقهاء أنه يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه طالما لم يتجاوز في الدعاء.
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده"، مما يؤكد أن دعاء المظلوم مستجاب، لكن ينبغي عدم التجاوز في استخدام هذا الحق.