لا شك أن معرفة ماذا يحدث عند قراءة سورة نوح بعد الظهر؟ تعني فتح إحدى بوابات الأسرار المتعلقة بعبادتين من أعظم العبادات وهي صلاة الظهر ثاني صلوات الفريضة المكتوبة، وكذلك سورة نوح التي هي من سور القرآن الكريم وهو كلام الله تعالى، الذي لا ينبغي الاستهانة به، سواء فضل سورة نوح وكذلك صلاة الظهر، فيعد الوقت بعد صلاة الظهر، وهي من الصلوات المكتوبة، من الأزمنة المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء ومن ثم تقضى الحوائج ؛ الأمر الذي يجعل“ماذا يحدث عند قراءة سورة نوح بعد الظهر؟”، من الأمور المهمة وفرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها بأي حال من الأحوال لتحقيق كل الأمنيات الصعبة بل والمستحيلة وكذلك ثواب قراءة القرآن العظيم.
ماذا يحدث عند قراءة سورة نوح بعد الظهر؟
ورد في مسألة “ماذا يحدث عند قراءة سورة نوح بعد الظهر؟”، أنه ذُكِرت فضائل بعض السُّور في السنّة النبويّة، إلّا أنّ الفضائل التي ذُكِرت في ما يتعلّق ّ من يقرأها كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح"، "يا علي منْ قرأها كان في الجنّة رفيق نوح وله ثواب نوح وله بكلّ آية بفضل سورة نوح ، فلم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر بشأن سورة نوح أي حديث في فضلها، وإن الأحاديث التي تحدثت بشأن فضلها إنما هي ضعيفة ولا يصح أن يتداولها الناس، وفيما يلي بيان لهذه الأحاديث للتأكيد على ضعفها: "إن قرأها مثل ثواب سام بن نوح"، أما ما يُتناقل في فضل سورة نوح وفضل قراءتها على وجهٍ مخصوصٍ فلا صحة له ولم يرد شيءٌ صحيحٌ بشأن ذلك الأمر إلا الفضل المتعارف عليه جرّاء قراءة سائر القرآن الكريم، فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشر أمثالها سوى ذلك أي قولٍ في فضل سورة النبأ هو أقرب إلى الابتداع من الاتباع في أمر الدِّين.
ورد فيها أن فضل الاستغفار كما ورد في سورة نوح لقد ذكر الله تعالى على لسان نوح -عليه السلام- العديد من الفضائل للاستغفار، فقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍۢ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا}، ومن هذه الفضائل: أنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا محو الذنوب وغفرانها رحمة من الله تعالى، وفي ذلك ترغيب بالتوبة والإنابة لله تعالى. أنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في الفرج عن الناس ونزول الغيث من السماء، ومعنى قوله تعالى: {مِّدْرَارًا} أنّه غيث كثير.
ورد فيها أنه قد استدلّ العلماء على قراءة الاستغفار في صلاة الاستسقاء لاستجلاب المطر كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. إنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في حصول الرزق الوفير سواء كان مالًا أو غير ذلك مما يُشترى في أصله بالمال كالأنعام ونحوها، أو بما ينبت في الأرض من زرع ونحوه، إنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في حصول الإنجاب ووفرة الذرية، إنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في بركة الأرض ونشوء البساتين والزروع والجنان، وأيضًا في تفجّر الينابيع والأنهار التي تسقي هذه الأراضي لتحيا بها وتدوم ولا تيبس، فقد قرن الله -تعالى- بين الجنان والماء لأنّه لا حياة للزرع من دون الماء مثله كمثل كل شيء حي في هذه الأرض.
الدعاء في سورة نوح
ورد عن الدعاء في سورة نوح ، بقول الله سبحانه وتعالى: ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)، أنه لَمَّا دعا نوحٌ عليه السَّلامُ على الكُفَّارِ، استَغفَرَ للمُؤمِنينَ؛ فبدأ بنَفْسِه، ثمَّ بمَن وجَبَ بِرُّه عليه، ثمَّ للمُؤمِنينَ . (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) أي: وقال نوحٌ -عليه السلام- : رَبِّ امْحُ الذُّنوبَ عنِّي وعن والِدَيَّ، واسْتُرْها علينا، ولا تُؤاخِذْنا بها ( وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) أي: واغفِرْ لِمَن دَخَل مَنزِلي مِنَ المُؤمِنينَ . ( وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) أي: واغفِرْ ذُنوبَ جَميعِ المُؤمِنينَ والمؤمِناتِ ( وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا.) أي: ولا تَزِدِ الظَّالِمِينَ أنفسَهم بكُفرِهم إلَّا هَلاكًا.
وجاء في قَولُ اللهِ تعالى حكايةً عن نوحٍ عليه السَّلامُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فيه أدَبٌ عَظيمٌ مِن آدابِ الدُّعاءِ، وهو جَمعُ الوالِدَينِ والمؤمِنينَ في الدُّعاءِ، والابتِداءُ بنَفْسِه ، فيُؤخَذُ مِنه: أنَّ سُنَّةَ الدُّعاءِ أنْ يُقدِّمَ الإنسانُ الدُّعاءَ لنفْسِه على الدُّعاءِ لغَيرِه .
كما ورد عن قَولُ اللهِ سبحانه وتعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ خَصَّ نَفْسَه أوَّلًا بالدُّعاءِ، ثمَّ المتَّصِلينَ به؛ لأنَّهم أَولى وأحَقُّ بدُعائِه ، وقال اللهُ تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ هذا يدُلُّ على أنَّ أبوَيْ نُوحٍ عليه السَّلامُ كانا مُؤمِنَينِ ، وفي قَولِه عز وجل : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِشارةٌ لكلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنةٍ تَكونُ إلى يومِ القيامةِ؛ لأنَّ نوحًا عليه السَّلامُ نبيٌّ، ودُعاؤُه مُستقيمٌ ، وفي قَولِه تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ دَلالةٌ على أنَّ الميِّتَ يَنتَفِعُ بدُعاءِ الخَلْقِ له.
فضل الدعاء بعد صلاة الظهر
ورد أن الدعاء بعد صلاة الظهر مستجاب، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرص وداوم عليه، بل وأوصى باغتنام فضل الدعاء بعد صلاة الظهر، فلذلك كان الدعاء في ذاته عبادة، فإن الدعاء بعد صلاة الظهر، وهي إحدي الصلوات المكتوبة يعد من أسباب المغفرة وتكفير الذنوب، كما أن من فضل الدعاء بعد صلاة الظهر كذلك، أن به تنفرج الكروب ويقضي الله الحاجات، وبه تستغفر لك الملائكة مادمت في مصلاك، وتؤمن على دعاء بعد صلاة الظهر، وبه يوسع الله الرزق.
دعاء بعد صلاة الظهر
ورد دعاء بعد صلاة الظهر من الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يستغفر الله تعالى ثلاثًا بعد الصلاة، ويردد الأذكار، فقد ورد في فيدعاء بعد صلاة الظهر مكتوب، أنهكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ».
دعاء بعد صلاة الظهر مستجاب
- اللهم اغفر لي ذنوبي وخَطايايَ كُلَّها.
- اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمالِ والاخلاق، إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرفُ سيئها إلا أنت.
- اللهم أعنِّي على ذكركَ وشُكركَ وحُسن عبادتك.
- اللهم اجعل خيرَ عُمري آخرهُ، وخيرَ عملي خواتِمهُ، واجعل خيرَ أيامي يومَ ألقاكَ.
دعاء بعد صلاة الظهر
1-اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا -يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ- وأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ.
2-عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ أخذَ بيدِهِ، وقالَ: يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ).
3- عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ).
4-عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُهُ يقولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ، أَوْ تَجْمَعُ، عِبَادَكَ).
5-عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ منَ الصَّلاةِ قالَ: اللَّهمَّ اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسرَرتُ وما أعلنتُ، وما أسرَفتُ وما أنتَ أعلمُ بِهِ منِّي، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ.
6- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان صلّى الله عليه وسلّم يقول بعد صلاة الصبح: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا).
7- كانَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبيرِ يُهلِّلُ في دبرِ الصَّلاةِ يقولُ:لا إلَه إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لَه لَه الملكُ ولَه الحمدُ وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ولا نعبدُ إلَّا إيَّاهُ لَه النِّعمةُ ولَه الفضلُ ولَه الثَّناءُ الحسَنُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ مخلصينَ لَه الدِّينَ ولَو كرِه الكافرونَ ثمَّ يقولُ ابنُ الزُّبيرِ كان رسولُ اللهِ يهلِّلُ بهنَّ في دُبرِ الصَّلاةِ.
8- عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
9- اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفر بك اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذاب الجد بالكفار ملحق.
10- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب الذنوب والخطايا، ونتوب إليك، لا ملجأ ولا منجى إلا إليك.
11- «اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين».
12- «اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي، واقطعه ممن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، يا من يكتفي من خلقه جميعًا، ولا يكتفي منه أحد من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك».
13-«اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي».