محافظة أسوان عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية، والتي تتفرد بأنها تمتلك العديد والكثير من المقومات الطبيعية الهائلة، التي أهلتها لتكون عروس المشاتى، لما تتميز به من الطبيعة الخلابة الساحرة ، والشمس المشرقة ، والطقس المعتدل ، فضلاً عن تنوع الأنماط السياحية .
وفى هذا الإطار نستعرض أحد أبرز أنواع السياحة وهي مراقبة ومشاهدة الطيور المهاجرة ، حيث أنه مع دخول موسم فصل الشتاء ، تظهر بوضوح على ضفاف نهر النيل، وتأتى الأفواج السياحية من مختلف دول العالم للإستمتاع بهذه السياحة المتميزة لمراقبة الطيور .
قال الدكتور إكرامى الأباصيرى مدير عام محميات القطاع الجنوبى والقائم بأعمال وكيل وزارة البيئة لشئون المحميات بأسوان، في تصريحات لصدى البلد، بأن هذه النوعية من الأنماط السياحية تهدف لنشر ثقافة مشاهدة الطيور المهاجرة ومراقبتها ورصد أنواعها ، حيث يوجد هناك ما يقرب من 500 نوع من الطيور بمصر ، وفى أسوان وحدها يوجد نحو 200 نوع تتواجد على فترات مختلفة على مدار العام ، ومنها أنواع طيور نادرة ، وتنتشر الطيور فى العديد من الأماكن فى أسوان، بين السد العالى والخزان والجزر النيلية ، وأيضاً بطول نهر النيل .
أشار إكرامى الأباصيرى إلى أن الإهتمام بمراقبة الطيور يأتى لأهميتها الاقتصادية والغذائية ودورها فى المنظومة البيئية، فهى هامة من ناحية عملية التلقيح فى النباتات وتغذية التربة وزيادة خصوبتها وهى مصدر اقتصادي بخلاف أهميتها الغذائية ، ويقوم السائحين من مختلف الجنسيات بمشاهدة نقاط تجمع الطيور عن قرب وسط النيل ، ويقوم المرشدين السياحين بشرح أنواع الطيور وطرق التعامل معها خلال مشاهدتها، بعدم إزعاجها أو الاقتراب منها ومراقبتها فى هدوء.
الطيور المهاجرة
فيما كلف اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بقيام سهير مكى رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمشاتى للمشاركة فى الفعاليات التى قامت إدارة المحميات الطبيعية بقيادة إكرامى الأباصيرى مدير عام محميات القطاع الجنوبى بتنظيمها بمحمية سالوجا وغزال بالتعاون مع وحدتى التنمية المستدامة والتعاون الدولى بالمحافظة .
ومن جانبها أوضحت سهير مكى بأنه بناءاً على تعليمات محافظ أسوان فقد تم المشاركة فى يوم الطيور العالمى والذى يتم الإحتفال به خلال شهرى أكتوبر ومايو بإعتبارذلك فرصة لتعزيز السياحة البيئية ، ودعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجى فى المنطقة ، خاصة فى محميات الطيور والمناطق الرطبة على ضفاف النيل .
هذا ويعد الأمير الراحل تاكامادو ولى عهد اليابان ، من أشهر من قام بممارسة هذه الهواية بجزيرتي سالوجا وغزال والتى إهتم بزيارتها بصفة مستمرة كان آخرها عام 2001 ، وذلك من أجل الإستمتاع بقضاء أسعد الأوقات وممارسة هوايته المفضلة فى مراقبة أسراب وحركة الطيور التى تنزل بالجزيرتين أثناء رحلاتها فى فترات الهجرة الموسمية .
قدماء المصريين
ومن أنواع الطيور التي تعيش وتتكاثر في الجزر النيلية من أيام قدماء المصريين، وهى مسجلة في نقوشهم وآثارهم، واستطاع أجدادنا الاستفادة من هذه الطيور في تنظيف البيئة وحماية الإنسان من مخاطر التلوث، ومنها الواق والهدهد والأوز المصري ومن بين الطيور الشائعة في هذه الجزر كذلك الهازجو السكسكة ، والبلشوان وغراب البحر والوروار والخفير، وصياد السمك وعصفور الجنة، والحسيني والبلبل وغيرها.
ومن الطيور النادرة أبو منجل الأسود الذي اتخذ رمزا للمحمية ، وهو يشبه أبو منجل المقدس الذي كان يعيش في مصر وانقرض منذ القرن التاسع عشر، ومن الطيور المهددة بالانقراض العقاب النسارية ودجاجة الماء الأرجوانية ولها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة وهي ذات ألوان جميلة.
يذكر أن اليوم العالمي للطيور المهاجرة هو حملة توعية دولية تهدف إلى التركيز على الطيور المهاجرة والمخاطر التي تواجهها وسبل حمايتها ويتم الاحتفال بهذه المناسبة مرتين سنويا في السبت الثاني من شهري مايو وأكتوبر وهما الشهران الموافقان لمواعيد الهجرة الخريفية والربيعية للطيور.