نشرت وكالة ناسا مؤخرًا أوضح صورة للمريخ حتى الآن، والتي قدمت لمحة رائعة عن طبيعة الكوكب الأحمر ومناظره الطبيعية، إلا أن الصورة تضمنت مشهدا مثيرا للجدل.. فما القصة؟
جدير بالذكر أن الصور التقطت بواسطة مركبة "برسفيرنس" خلال استمرارها في استكشاف هذا العالم الغامض، حيث كشفت عن تشكيل جيولوجي فريد يتمركز فوق بقايا بحيرة قديمة.
الصخور الزرقاء والمعدن الفريد
في هذه الصور، يمكن ملاحظة الصخور الزرقاء الداكنة المسننة من البازلت البركاني التي تحيط بصخرة بيضاء مرقطة.
الدراسة بينت أن هذه الصخرة البيضاء تحتوي على تركيبة معدنية جديدة لم يسبق لوكالة ناسا أن رصدتها من قبل على المريخ. يظهر ذلك مدى تعقيد وتنوع الجيولوجيا المريخية.
تُعتبر صخرة "نقطة أتوكو" المكتشفة حديثًا فريدة من نوعها، حيث ساعدت مجموعة أدوات التحليل الكيميائي والجيولوجي الموجودة في مركبة "برسفيرنس"، والمعروفة باسم SuperCam، في تحديد هذا الاكتشاف. وقد استخدمت المعدات المتطورة في المركبة، بما في ذلك جهازا ليزر وأربعة أجهزة مطياف، لتأكيد وجود معدن الفلسبار.
يتضح أن هذه الصخرة البيضاء هي نوع من الصخور يُسمى الآنورثوسايت (Anorthosite). وقد تم طرح نظريات حول وجودها على المريخ، ولكن لم تُوثق من قبل. كما أشار إلى ذلك الدكتورة ستاك مورغان.
رصد وجه إنسان على المريخ
رصدت مركبة "بيرسيفيرانس" الفضائية، أيضا وجود قطعة صخرية فريدة على سطح كوكب المريخ، لها ملامح شبيهة بوجه الإنسان.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن المركبة التابعة لـ"ناسا"، التقطت صورا لـ"صخرة غريبة"، في 27 سبتمبر الماضي، أثناء شق طريقها عبر فوهة جيزيرو.
ووفقا لـ"ناسا"، فإن فوهة جيزيرو هي منطقة يبلغ عرضها 28 ميلا (نحو 45 كيلومترا)، على سطح المريخ، ربما غمرتها المياه ذات يوم. وتبدو الصخرة، كأنها منحوتة بفعل فاعل، فهي شبيهة برأس مسطح إلى حد ما، مع ملامح كاملة كالعيون والفم.
ما أهمية الصخور في فهم المريخ؟
تشير الدراسات إلى أن الآنورثوسايت، صخور بركانية غنية بمركبات السيليكا، مما يعني أن حجر "نقطة أتوكو" والبيئة المحيطة به قد يكون لهما أصول مختلفة. تشير القرائن إلى أن هذه الصخور ربما نشأت من أعماق الكوكب أكثر مما هو الحال مع الصخور الأخرى.
يمكن أن تساعد أمثلة أخرى من الآنورثوسايت في توضيح ما إذا كانت "نقطة أتوكو" قد جُرفت إلى فوهة جيزيرو عبر أنهار قديمة أو شكلت تحت الأرض نتيجة للحمم البركانية.
علاوة على ذلك، قد تشير هذه النتائج إلى أن الصخور قد تُسحَب إلى السطح نتيجة التأثيرات التي أنشأت حوض جيزيرو قبل مليارات السنين.