تنقل القناة الأولى والقنوات المتخصصة والإذاعة شعائر صلاة الجمعة الثانية من شهر ربيع الآخر 1446، من رحاب مسجد ( مجمع الشهداء) بمحافظة الإسماعيلية، والتي حددتها وزارة الأوقاف تحت عنوان :«رحم الله رجلا سمحا .. السماحة في البيع والشراء وسائر المعاملات».
وتبدأ شعائر صلاة الجمعة غدًا بتلاوة للقارئ الشيخ فاروق ضيف، والخطيب الشيخ محمد وحيد إمام وخطيب بالأوقاف.
موضوع خطبة الجمعة
أوضحت الوزارة في بيان لها حول أن السماحة تُعد بابًا لمحبة الله وسبيلًا لرحمته وطريقًا للجنة.
كما شددت على أن نظرة الإسلام للبيع والشراء هي فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية، مشيرةً إلى أن السماحة تعتبر من أرقى معالي الأخلاق ومكارمها.
تأتي هذه الدعوة في سياق الجهود الرامية إلى تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع، مما يسهم في بناء علاقات قائمة على المحبة والتعاون.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة : «رحم الله رجلا سمحا» الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، جعل السماحة سبيل الرحمة، وأرشد إليها جميع الأمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، فشرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيا من تريد أن يحبك الله، يا من تحب أن يرحمك الله، يا من ترجو أن يظلك الله في ظله يوم القيامة، يا من تتوق نفسك إلى أن يدخلك الله الجنة؛ كن سمحا في بيعك، سمحا في شرائك، سمحا حين اقتضائك، كن لينا، هينا، رفيقا، رقيقا، لا تنازع، لا تشاقق، لا تغش، ولا تخادع.
وهنيئا لك أيها السمح النبيل بهذه الوعود النبوية، والبشريات المصطفوية، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»، ويقول صلوات ربي وسلامه عليه: «إن الله يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «أدخل الله عز وجل رجلا كان سهلا مشتريا، وبائعا، وقاضيا، ومقتضيا الجنة»، ويقول سلام الله عليه: «من أنظر معسرا أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله»
أيها البائع، أيها المشتري، كن سمحا؛ فإن المتأمل في مقاصد البيع والشراء في ديننا المنير يجد أنه دعوة للود والصلة والتراحم، مدخل للمحبة والألفة والتعارف الجميل بين الناس، حين يتسامحون، ويتباذلون، وتطيب أنفسهم وترضى قلوبهم بائعين ومشترين، لا يتعنتون، ولا يتشاححون؛ فتتأصل بذلك الأخوة الصادقة، وتتكون الأمة المتماسكة المترابطة التي يحنو فيها الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف، والغني على الفقير.
كن سمحا؛ فإن اللين والرفق والسماحة ضرب من الإحسان إلى النفوس التي جبلت على حب من أحسن إليها، وباب عظيم لتأليف القلوب، فتشيع المحبة والمودة، ويعم التآلف والبذل في المجتمع.
كن سمحا؛ فإن التسامح من أرقى معالي الأخلاق ومكارمها، وهو عماد الحياة الكريمة الطيبة الزكية، بعيدا عن العنف والتنازع والتشاقق الذي هو سبيل الوهن والضعف، واعلم أن رب العالمين أمر بالألفة، ونهى عن الفرقة؛ قال تعالى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}.
أيها الكريم أتظن أن إنسانا سمحا في بيعه وشرائه يضيق عليه في الرزق أو تنزع من حياته البركة؟! إن الإنسان السمح الهين اللين يبارك الله له في رزقه حين تطيب نفسه بما رزقه الله تعالى من غير مشاححة ولا منازعة، أما ذلك الذي يشح ويبخل ويشاقق ويتنازع فإن كان رزقه كثيرا، فإنك تجده قلقا مضطربا شديد الخوف على ماله، شديد الخوف من الفقر، لا يعرف قلبه راحة ولا سكينة، ولا يجد للحياة لذة ولا طمأنينة.