لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل صبغ الشعر باللون الأسود حرام ؟، هو كثرة ظهور الشعر الأبيض بين الشباب رغم أنه علامة الشيب ، إلا أنه لم يعد مرتبطًا بالتقدم في العمر والطعن فيه ، من هنا صار السؤال عن هل صبغ الشعر باللون الأسود حرام ؟، سؤالاً مطروحًا بكثرة .
هل صبغ الشعر باللون الأسود حرام
قال شريف العماري، الداعية الإسلامي، إن صبغ الشعر باللون الأسود حلال للشباب ، ولكن لكبار السن حرام، موضحًا أن الثابت هنا عودة الشئ لأصله.
وأوضح “ العماري” في إجابته عن سؤال: هل صبغ الشعر باللون الأسود حرام ؟، أن صبغ الشعر من الأمور الجائزة شرعاً على أن يلتزم صاحبه بصبغه باللون البني أو الدرجات الداكنة منه بما لا يغير من شكل صاحبه كثيراً.
حكم صبغ الشعر باللون الأسود للرجال
وأجاب الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صبغ الشعر بالسواد هنا هو تغيير لون الشعر بالدهان من لونٍ أبيض إلى أسود .
وأشار إلى أنه قد أجمع الفقهاء على جواز صبغ الشعر بالسواد، بل واستحبابه في حالة الحرب، ليظهر الجنود أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو، أما في غير ذلك فقد اختلفوا .
ونوه بأنه ذهب الجمهور من الحنابلة والمالكية والحنفية إلى كراهته، وذهب الحنفية في رأي آخر إلى الجواز، ولو في غير الحرب، وهو مذهب أبي يوسف القاضي، لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ، أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ» (سنن ابن ماجه/ 3625).
ولفت إلى أنه قد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم : سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما وغيرهما، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو . وذهب الشافعية إلى حرمة صبغ الشعر بالسواد لغير الجنود .
حكم صبغ الشعر باللون الأسود
و بين أن الشيب الذى يظهر في الشعر قد يكون لكبر السن وقد يكون لعوامل وراثية، فعليك أولًا أن تذهب للطبيب ليبين لك سبب ذلك؛ لأن مسألة الشيب هذه قد تحتاج إلى أمور غذائية معينة، ثم بعد ذلك إذا أردتَ أن تصبغ شعرك بالسواد فلا حرج عليك شرعًا، تقليدًا لمن أجاز ذلك من الفقهاء، خاصةً إذا لم يكن في هذا غَرر أو أو خِداع أو ضَرر لأحد .
حكم صبغ الشعر للرجال
وأجاب الدكتور أحمد وسام امين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للرجل صبغ شعره ما لم يشذ عن المجتمع، مستشهدًا بما ورد أنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد” وهذا الحديث يدل على جواز صبغ الرجل شعر شرط ألا يكون شكله منفر في المجتمع .
حكم صبغ الشعر للرجال والنساء
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز صبغ الشعر للرجال بشرط ألا يكون صبغه باللون الأسود، منوهًا بأن صبغ الشعر من الأمور الجائزة شرعاً على أن يلتزم صاحبه بصبغه باللون البني أو الدرجات الداكنة منه بما لا يغير من شكل صاحبه كثيراً.
وأوضح أنه بالنسبة للمرأة لا مانع من أن تصبغ شعرها تزيناً لزوجها بأي لون كان حتى ولو كان الأسود، مشيراً إلى أن المرأة خلقت وفي فطرتها حب الزينة والجمال، و يجوز للفتاة المخطوبة والعزباء أن تصبغ شعرها أيضاً إذا كانت تريد زيادة في جمالها أو كانت تعانى من شعر أبيض يؤثر على نفسيتها.
آراء الفقهاء في حكم صبغ الشعر بالسواد
ولفت الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن الفقهاء اختلفوا في حكم الاختضاب -صبغ- بالسواد مع إجماعهم على جوازه في الحرب، ليظهر المجاهدون أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو؛ فمنهم من قال بكراهته، ومنهم من قال بتحريمه فيما عدا الجهاد، ومنهم من رخّص فيه مطلقًا ورأى أنه لا حرج على فاعله.
وأشار «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم صبغ الشعر بالسواد؟»، أن دليل من قال بتحريمه: فهو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» رواه أبو داود والنسائي.
وتابع: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتِيَ بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ» رواه مسلم في "صحيحه" وأبو داود في "سننه"، والأصل أن النهي يقتضي التحريم، والقائلون بالكراهة يحملون النهي هنا على الكراهة؛ لتعلقه بأمور العادات.
وواصل: وأما أصحاب الرأي القائل بالجواز فيستدلون بحديث صهيب الخير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا -أي للشيب- السَّوَادُ؛ أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ أعدَائكم» رواه ابن ماجه وحسَّنه البوصيري.
واستكمل: أنه قد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام وغيرهما، ولم يُنقل الإنكار عليهم من أحد، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو، وأجابوا عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قومٍ هذه صفتهم لا أنّ عدم وجدانهم رائحة الجنة بسبب خضابهم بالسواد.
وأفاد: بناءً على ذلك: فإن هناك اختلافًا بين الفقهاء بين الجواز وعدمه في مسألة الخضاب بالسواد، فلا حرج على مَن أخذ بأيِّ القولين، والأمر في ذلك واسع.