قالت نفيسة خليل، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن المرأة المصرية لعبت دورًا حاسمًا في تعزيز صمود الوطن على مر العصور، وخاصة خلال الفترات الصعبة مثل حرب أكتوبر.
دور المرأة المصرية في حرب أكتوبر
وأوضحت “ خليل” عن دور المرأة المصرية في حرب أكتوبر، أنه قد كانت المرأة دائمًا رمزًا للقوة والعزيمة، حيث تحملت الكثير من الأعباء والتضحيات من أجل الوطن، منوهة بأن أم الشهيد هي أروع مثال على هذا الصمود، فقد قدمت أغلى ما لديها وهو ابنها، لتسجل اسمها في تاريخ مصر بأحرف من ذهب.
وأشارت إلى أنه لا يوجد شيء أغلى من أن تقدم الأم فلذة كبدها فداءً للوطن، لافتة إلى كيف كانت المرأة تربي أبناءها على حب الوطن، وتزرع فيهم قيم التضحية والشجاعة، فقامت المرأة بدورٍ أساسي في تعزيز الروح المعنوية للأبناء.
وتابعت: وحثهم على التفوق والنجاح، بل وكانت تعزز لديهم فكرة الفداء من أجل الوطن، مشيرة إلى أن النساء في مختلف المجالات، من الطبيبات إلى الفلاحات، قدمن تضحيات كبيرة خلال حرب أكتوبر.
وأفادت بأنه عندما تم طلب التبرعات للمجهود الحربي، كانت الفلاحات يتبرعن بكل ما يملكن، والطبيبات لم يترددن في العمل في المستشفيات ومساعدة الجرحى، مشددة على أنه يجب أن نتذكر أن الأمن القومي يتطلب من الجميع أن يكونوا على وعي بمسؤولياتهم.
وأضافت: وأن نكون حذرين من الإشاعات التي قد تؤثر على استقرار الوطن، علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل مصر، وأن نكون على قلب واحد، لأن الوطن يستحق منا كل الجهود والتضحيات.
وبينت أن النساء كان لهن دور عظيم في بث روح الوطنية، فمن بين هؤلاء السيدات، كانت هناك امرأة تخرج على الإذاعة وتقول: (نحن اليوم في حرب، وهذه الحرب ليست فقط للرجال، بل للجميع، للأم التي تتمنى لابنها السلامة، وللزوجة التي تتمنى لزوجها الكرامة، وللبنت والأخت اللتين تتمنيان الحياة والكرامة).
حب الوطن
وكانت واعظة الأوقاف، قد أكدت على أن حب الوطن والانتماء إليه قيمة عظيمة يجب علينا جميعًا العمل على غرسها في نفوس الأجيال الجديدة، حيث إننا نولد منتمين لتراب هذا البلد العظيم، مصر، ومن واجبنا نقل هذا التاريخ العظيم لأبنائنا، وتعليمهم قيمة تراب هذا الوطن الذي روى بدماء أبطالنا، الشهداء.
ونبهت إلى ضرورة أن تقوم كل أم وكل زوجة بدورها في تعزيز حب الوطن لدى أبنائها، منوهة بأن أن "حب الوطن هو من المقاصد الشرعية، لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عند خروجه من وطنه: "لولا أن أهلك أخرجوني منها ما خرجت"، وهذا دليل على حزنه الكبير في تلك اللحظة.
واستطردت: لذا يجب أن نزرع في أبنائنا القدوة، من قدوتنا؟ قدوتنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدوتنا أيضًا هم ضباطنا وجنودنا الذين كانوا على الحدود، وعلينا أن نحكي لأبنائنا عن هؤلاء الأبطال، كيف رفعوا علم مصر، وكيف ساروا به، وعزمهم وهم مصابون، فقط ليعكسوا صورة مصر في الجبهة.
وواصلت: لنتذكر أن خط برليف كان يُعتبر منيعًا، وكان يُقال إنه لا يمكن لأحد تجاوزه، ولكن بالإرادة القوية، والروح المعنوية العالية، تمكنا من ذلك، رغم عدم توفر الأسلحة الحديثة وقتها.