يتساءل ملايين المواطنين حول العالم عن العاصفة الشمسية المرتقبة، وذلك بعدما أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن اكتشاف انفجار شمسي كبير خلال الساعات القليلة الماضية.
يعتبر هذا الانفجار علامة فارقة في دورة النشاط الشمسي الحالية، حيث وقع يوم الخميس الماضي.. فما تأثيره على كوكب الأرض؟
ما هي العاصفة الشمسية؟
تنشأ العاصفة الشمسية أو المغناطيسية بسبب تأثير الرياح الشمسية على المجال المغناطيسي للأرض، كما تنشأ بسبب التوهجات على سطح الشمس، والتي تطلق كميات كبيرة من الطاقة والجسيمات المشحونة، وهناك سبب آخر يعرف باسم الانبعاث الإكليلي.
يتم تحديد خطر العواصف المغناطيسية من خلال مستوى شدتها باستخدام مؤشر Dst، وحساب هذا المؤشر، يتم باستخدام أجهزة القياس المغناطيسية الموجودة في محطات على خط الاستواء المغناطيسي للأرض.
رصد التأثيرات المغناطيسية
أوضح الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المراصد المغناطيسية في مواقع متعددة في مصر، مثل المسلات شمال الفيوم وأبوسمبل في الجنوب، قد شهدت تأثيرًا مغناطيسيًا واضحًا.
ونوه بأنه تم تسجيل ارتفاع مفاجئ في قيمة المجال المغناطيسي الأرضي، نتيجة للضغط الكهرومغناطيسي الناتج عن الانفجار. وهذا التأثير يعود بالأساس إلى الرياح الشمسية ذات الطاقة العالية التي قد تمس المجموعة الشمسية.
موعد العاصفة المغناطيسية المتوقعة
وأشار الخبراء إلى أنه من المتوقع أن تؤدي هذه الأحداث إلى عاصفة مغناطيسية قوية، يمكن أن تستمر ليوم أو يومين. يُتوقع أن تصل هذه العاصفة يوم السبت، مما يحث المراصد على الاستعداد لرصد تلك الظاهرة.
التأثيرات المحتملة على الأرض
العواصف المغناطيسية تعد تفاعلات شمسية تحدث دوريًا، وتعبر عبر الغلاف المغناطيسي Earth's magnetic field، الذي يُعتبر بمثابة درع واقي ضد الإشعاعات الشمسية. وتتزايد الانبعاثات الشمسية خلال فترات النشاط العالي، مما يسبب زيادة في الموجات الكهرومغناطيسية والجسيمات المشحونة التي تتجه نحو الأرض.
على الرغم من التأثيرات التي قد تحدثها العواصف الشمسية على أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء، فإنها لا تؤثر مباشرة على البشر.
العواصف الشمسية المدمرة، نادرًا ما تحدث، وفي التاريخ الحديث، تم تسجيل عواصف قليلة من هذا النوع، مثل عاصفتي عامي 1859 و1921 اللتان تسببتا في مشاكل على مستوى الاتصالات، ونشوب بعض الحرائق، بحسب مجلة «livescience» العلمية.
وغير معروف حتى اليوم، مدى تأثير هذه العواصف على التكنولوجيا الحديثة؛ بسبب أن آخر عاصفة حدثت بهذه الشدة، كانت منذ زمن بعيد جدًا، قبل وصول التكنولوجيا لما هي عليه اليوم.