بدأت أول جمعة من شهر ربيع الآخر لعام 1446 هجريًا، ويكثر معها البحث عن السنن الثابتة في شأنها، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ“ أخرجه مسلم
سنن أول جمعة من شهر ربيع الآخر
يسن عند الحنفية والشافعية الصلاة قبل أداء صلاة الجمعة، قال النووي تسن قبلها وبعدها صلاة وأقلها ركعتان قبلها وركعتان بعدها والأكمل أربع قبلها وأربع بعدها،.وقد ذكر الإمام النووي دليل ذلك في المجموع، فيراجع.
وأما الحنابلة فقالوا: ليس لها سنة محددة قبلها، بل يصلي الإنسان ما شاء، فقد روى البخاري عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من اغتسل يوم الجمعة، وتطهر بما استطاع من طهر، ثم ادهن أو مس من طيب، ثم راح إلى المسجد، فلم يفرق بين اثنين، فصلى ما كتب له، ثم إذا خرج الإمام أنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى.
وأما بعدها؛ فقيل أقلها ركعتان وأكملها أربع، لما روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً" وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته..قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: في هذه الأحاديث استحباب سنة الجمعة بعدها والحث عليها، وأن أقلها ركعتان وأكملها أربع.
سنن أول جمعة من شهر ربيع الآخر
1- الغسل لمن يريد حضورها من ذكر أو أنثى ويبدأ وقته من الفجر.
2- تنظيف الجسد بإزالة الرائحة الكريهة، وإزالة الأوساخ، وإزالة شعر الإبط، والاستحداد –حلق شعر العانة - والسواك.
3- ولبس الثياب البيض: فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحب البياض.
4- أخذ الظفر وتقليمها: ولا ينبغي أن تترك هذه الأشياء فوق الأربعين يومًا رخص فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين.
5- الطيب: يتطيب لأنه ذاهب لمقابلة ربنا والمؤمنين.. يعني لازم يوضب نفسه.
6- تحري ساعة الاستجابة فقد ثبت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ).
7- قراءة سورة الكهف في أيِّ وقت من يوم الجمعة وليلتها مستحبة، وتجوز قراءتها سرًّا أو جهرًا، فهي مما اختص به يوم الجمعة.
استحباب الصلاة على النبي عليه السلام يوم الجمعة وليلتها
الأمر باستحباب الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الجمعة وليلتها -هو ما تضافرت به- أقوال الفقهاء وتواردت عليه نصوص أئمة المذاهب المتبوعة: قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 518، ط. دار الفكر): [نص العلماء على استحبابها في مواضع: يوم الجمعة وليلتها] اهـ.
وقال قاضي الجماعة الشيخ أبو عبد الله الرصاع في "تحفة الأخيار في فضل الصلاة على النبي المختار" فيما نقله الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 18، ط. دار الفكر): [من المواطن التي يتأكد فيها طلب الصلاة.. يوم الجمعة] اهـ.
وقال الإمام الرافعي في "فتح العزيز" (2/ 316، ط. دار الكتب العلمية) في بيان آداب الحضور للجمعة: [إذا حضر قبل الخطبة اشتغل بذكر الله تعالى وقراءة القرآن والصَّلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويستحب الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة وليلة الجمعة وقراءة "سورة الكهف"، ويكثر من الدعاء يوم الجمعة، رجاءَ أن يصادف ساعة الإجابة] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 262، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب أن يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة؛ لما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ» رواه ابن ماجه] اهـ.