أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة تدعى زينب حول: " أن والدتها تبلغ من العمر 67 عامًا وتعاني من وسواس قهري، ولا تستطيع الخروج من المنزل وتواجه صعوبات في التحكم في نفسها، مما يجعلها تتلفظ ببعض الألفاظ غير اللائقة، فما الحل؟".
علاج الوسواس القهري
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له، أن الوسواس القهري هو حالة طبية تتطلب الفهم والدعم، وأنه ليس عليها وزر في حال لم تتمكن من معالجة والدتها، موضحا أن الوسواس القهري غالبًا ما يكون حديث نفس، وأن الأشخاص الذين يعانون منه لا ينبغي أن يشعروا بالذنب أو القلق بشأن أفكارهم.
وأشار إلى أن هناك تجارب شخصية لأشخاص عانوا من الوسواس القهري وتمكنوا من التغلب عليه من خلال الالتزام بالذكر، مثل تكرار اسم الله "المقسط" 318 مرة، أو 1000 مرة يوميا، مؤكدا أن هذه الأعداد ليست مرتبطة بحديث معين، ولكنها تمثل مجربات للصالحين التي أثبتت فعاليتها في تخفيف الأعراض.
الوسواس القهري
وشرح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، الفرق بين الوسواس القهري وأنواع أخرى من الوساوس التي قد يختلط على الناس فهمها، موضحاً أن التمييز بين الوسواس القهري ووساوس الشيطان والنفس هو أمر مهم لفهم طبيعة كل منها وطرق معالجتها.
وأوضح العالم الأزهري، في تصريح له، أن الوسواس القهري هو مرض نفسي ناتج عن خلل عضوي في المخ، ويصيب ما بين 2% إلى 4% من الأشخاص، وهو يتسم بوجود أفكار وسواسية غير منطقية لا يمكن للشخص التخلص منها بسهولة، إضافة إلى سلوكيات قهرية يقوم بها الشخص لتخفيف هذه الأفكار.
وأضاف أن هذا الاضطراب يرتبط بنقص مادة السيروتونين واضطراب بعض المراكز في المخ، مثل "الأوربيتال بري فرونتال كورتكس" و"البيز جانجليا"، التي تلعب دوراً في تنظيم التفكير والنشاط الحركي.
ولفت إلى أن وساوس الشيطان هي نوع من الوساوس يتعامل معها علماء الدين، حيث يهدف الشيطان إلى دفع الإنسان لارتكاب الأفعال السيئة بغض النظر عن طبيعتها، سواء كانت متعلقة بالمال أو النساء أو العدوان، وأما وساوس النفس، فهي مرتبطة بشهوات ورغبات الفرد الشخصية، حيث تختلف الوساوس بناءً على ميول الشخص نحو المال، الشهرة، أو السيطرة.