قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التعامل مع الأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري يجب أن يتسم بالرحمة والتفهم العميق.
النقد المستمر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوسواس القهري
وأكد «الورداني» في تصريح له، أن استخدام النقد المستمر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة لدى الشخص، حيث قد يشعر إما بأنه ملوث أو يحتاج لإثبات نقائه، مما يزيد من احتمالية إصابته بالوسواس القهري.
«طنط النقادة» تؤدي إلى تفاقم مشكلة الوسواس القهري
وأضاف أن العوامل الرئيسية التي تسهم في ظهور الوسواس القهري تشمل التنشئة والبيئة المحيطة والخطاب الديني، لافتاً إلى أن التنشئة السلبية والبيئة التي تضم أفرادًا مفرطين في النقد مثل "طنط اللوامة" أو "طنط النقادة" قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الوسواس القهري.
وأكد أهمية أن يدرك الناس أن الخطاب الديني الذي يركز على تصحيح الأفراد بشكل مستمر قد يسهم أيضًا في زيادة حالات الوسواس القهري، حيث يعزز من شعور الشخص بأن الله يترصد له الأخطاء بشكل دائم.
الوسواس القهري ليس بالضرورة نتيجة ضعف في الإيمان
وأوضح أن الوسواس القهري ليس بالضرورة نتيجة ضعف في الإيمان أو الإرادة، بل هو حالة تتطلب دعمًا وتفهمًا خاصًا". وشدد على ضرورة أن يترفق المحيطون بالمصابين بالوسواس القهري، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في حالة من الألم المستمر، مثلما يظهر في سلوكهم أثناء الصلاة حيث قد يستغرقون وقتًا طويلًا في النية أو أثناء تأدية الركعات بسبب تأثير الوسواس على تصرفاتهم.
الرحمة والتعاطف مع الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري
أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر الشريف، ضرورة الرحمة والتعاطف مع الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، مشيرا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن».
الوسواس القهري ليس مجرد نزعة للتشدد
وأوضح أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، أن الوسواس القهري ليس مجرد نزعة للتشدد أو السعي للكمال، بل هو اضطراب نفسي يتسبب في معاناة كبيرة للشخص المصاب، وهؤلاء الأشخاص يواجهون صعوبة في التحكم في أفكارهم وسلوكياتهم، مما يؤدي إلى قلق مستمر وشعور باللوم من قبل الآخرين، وهذا يفاقم معاناتهم.
الوسواس القهري ليس ناتجاً عن الشيطان
وأضاف أن الوسواس القهري ليس ناتجاً عن الشيطان أو قوى خارقة، بل هو حالة مرضية تحتاج إلى علاج ودعم متخصص، لافتا إلى أن بعض الناس يعتقدون خطأً أن الاستغفار أو الدعاء فقط يمكن أن يكونا كافيين لعلاج هذه الحالة، لكن هذا الاعتقاد قد يزيد من حدة الأعراض.
وأشار إلى أن التعامل مع المصابين بالوسواس القهري يجب أن يكون مليئاً بالرحمة والتعاطف، وأن تقديم الدعم والصبر هو واجب إنساني وشرعي، مؤكدا أن هؤلاء الأشخاص ليسوا مسؤولين تماماً عن حالتهم ويستحقون المساعدة والاهتمام.
وشدد على أهمية التوعية الصحيحة حول الوسواس القهري كحالة مرضية، وليس كوصمة اجتماعية، داعيا إلى تقديم الدعم والمساعدة للمصابين، مؤكدًا أن ذلك هو السبيل لمساعدتهم في مواجهة معاناتهم.
الوسواس القهري هو مرض العصر
قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الوسواس القهري هو مرض العصر، لافتا إلى أن المرض النفسي ليس وصمة عار، وإنما هو مرض مثل السكر أو الضغط.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقاء تلفزيوني اليوم الأربعاء: "أسئلة الوسواس القهري كثيرا ما نواجهها فى دار الإفتاء، ونسبة كبيرة من علاج الوسواس القهري، هى فى يد الأطباء، وبنسبة 70%".
وتابع: "كثير من مرضى الوسواس نقول لهم ده اضطراب فى المخ، يقولك ده حيطة وحذر، فالصلاة لا تسقط عنه، لكن ننتهج منهج مختلف مع مريض الوسواس سواء في الصلاة والطلاق، ونقوله طلاقك لا يقع الا بعد توثيق الطلاق".
يكثر البحث عن أفضل علاج للوسواس القهري مجرب، وكشف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين أسيوط، عن علاج ناجع للوسوسة من القرآن الكريم.
أفضل علاج للوسواس القهري مجرب
قال «مرزوق» في بيانه أفضل علاج للوسواس القهري مجرب، إن من أفضل الأنواع التي تعالج بها الوسوسة، أن يردد المسلم عند الوسوسة هذه الأدعية التي نصح بها الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله تعالى حين سأله سائل عن الشك الذي يعترى قلبه ما علاجه ؟، فقال رحمه الله تعالى عليك كلما مر خاطر الشك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تقول:
1) (بسم الله ذي الشأن عظيم البرهان شديد السلطان ما شاء الله كان) ثلاث مرات.
2) (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) ثلاث مرات.
3) (رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) ثلاث مرات.
4) ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ثلاث مرات.
وختم حديثه: كما قال الإمام الراحل الدكتور عبد الحليم محمود: وتستديم قراءة هذه الأحاديث عقب كل صلاة فإن ذلك يذهب بالشك الذي لديك إن شاء الله ويجعلك من المحافظين.