قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الله عز وجل أثنى على نساء سيدنا محمد رضي الله عنهن، وما بلغن هذا المبلغ إلا لتعلقهن بجنابه ﷺ فقال سبحانه وتعالى : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ) [الأحزاب : 32]، وقال سبحانه في نفس هذا المعنى : (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) [الأحزاب : 6].
ولما تعلق الزمان بالنبي ﷺ مدحه بل عظمه، إذ أقسم بعمره ﷺ ، فقال تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر : 72]، ولم يقسم الله بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى ﷺ.
وجعل ربنا خير الأزمان زمن بعثته، فقد صح عنه ﷺ أنه قال : (خير القرون قرني) [متفق عليه]، وكما مر قوله ﷺ : (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم) [رواه الترمذي]. فشرف الزمان الذي بعثه فيه، وعظم الزمان الذي أبقاه فيه في هذه الدنيا، ولولا تعلق هذين الزمنين بجنانه العظيم ﷺ ما حظيا بهذا التكريم.
وشرف الله المكان الذي تعلق بجانبه العظيم ﷺ ؛ حيث أقسم بمكة ما دام النبي ﷺ يقيم فيها فقال تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ) [البلد : 1 ، 2].
وشرف الله المدينة وجعلها حرم آخر لا لشيء إلا لتعلقها بجنابه الأعظم ﷺ ، وجعل الله ثواب الصلاة في المسجد الذي نسبه النبي ﷺ لنفسه مضاعفة ألف مرة من أي مكان آخر عدا المسجد الحرام.
فهذا جانب من ثناء الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى كل ما تعلقه بجنابه الشريف من الأشخاص والأماكن والأزمان، رزقنا الله إتباعه في الدنيا ورفقته في الآخرة.
وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله شرف كثيرًا من الأنبياء بأن ذكرهم بأسماء من أسمائه -سبحانه وتعالى-، كنوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحق، وموسى، وعيسى، ويحيى، فقال -تعالى- في شأن نوح : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) وعن إبراهيم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) وقال عن إسماعيل : (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ).
وأضاف « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن الله - تعالى- قال في إسحاق: (قَالُوا لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) وقال - سبحانه-في شأن موسى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ) وقال عنه كذلك: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ) وقال : (قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى) وذكر يحيى فقال -عز و جل-: (وَبَراًّ بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِياًّ) وفي شأن عيسى -عليه السلام- قال ربنا : (وَبَراًّ بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِياًّ).
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: لكنه سبحانه فضل نبيه - صلى الله عليه وسلم- على كل الأنبياء حتى في هذه الفضيلة، فقد جمع له في آية واحدة بين اسمين من أسمائه -سبحانه-، ولم يحدث ذلك لأحد في كتاب ربنا إلا له - صلى الله عليه وسلم- ، قال -تعالى- : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).