قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

لماذا تزول النعم وتحل النقم وتلاحقك المصائب؟.. بسبب إثم كبير يفعله الكثيرون

لماذا تزول النعم
لماذا تزول النعم
×

لاشك أنه ينبغي معرفة لماذا تزول النعم وتحل النقم ؟، لتجنبها باعتبارها أحد أشد المصائب الدنيوية ، فزوال النعم وحلول النقم من أكبر منغصات الحياة التي لا يطيقها الإنسان، ومن ثم ينبغي معرفة لماذا تزول النعم وتحل النقم على رأس الإنسان فتهلكه وتكدر عيشه.

لماذا تزول النعم وتحل النقم

قالت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن ينبغي المحافظة على النعم التي أنعم الله عز وجل بها علينا، منوهة بأن عدم المحافظة عليها يُعتبر قلة شكر لله سبحانه وتعالى.

وأوضحت “ محمد” في إجابتها عن سؤال : لماذا تزول النعم وتحل النقم ؟، أن استخدام النعم بشكل غير مناسب، مثل إهدار المال، يُعد من الأمور الخاطئة التي ينبغي أن يتجنبها المسلم، مشيرة إلى أنها نعم ربنا أنعم علينا بها، وبالتالي لابد من الحفاظ عليها.

ونبهت إلى أن عدم شكر نعمة الله عز وجل أو عدم استخدامها الاستخدام الأمثل، فبهذا يكون الإنسان غير موفق وخاطئ في استخدام النعم، ويعتبر إثم إذا كان هذا يعني تضييع للحقوق، طبعًا يكون آثم إذا ضيع الحقوق.

وتابعت: يعني لو أنا أهدرت المال بقصد إهداره، أنا بهذا أكون آثم شرعًا، لو أنا ضيعت المال وأسرفت فيه وأنا أعرف إني أضيعه، وبصفة على سبيل إفساد المال والنعمة، فهذا طبعًا إثم ويتوقف عليه أن ربنا سبحانه وتعالى يحاسبنا عليه.

وأضافت أنه لهذا ينبهنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، بقوله تعالى: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الآية 31 من سورة الأعراف، مشيرة إلى أن الإسراف في المال ليس في مضيعته للحقوق فقط، وإنما في إفساد مالي، لهذا هو إثم كبير يترتب عليه الإسراف، لا سيما إذا كنت تعرف الحكم ورغم ذلك تستمر لمجرد الإفساد والإهدار.

أسباب زوال النعم

أرشدَنا ديننا الحنيف إلى الأسباب التي تزيل نعمة الله وتمحق بركة الرزق، وذلك في القرآن الكريم وسنة النبي الأمين – صلى الله عليه وسلم -، والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر:
1- كفران النعمة: كفران النعمة بمعنى إنكارها وجحودها وعدم الإقرار بها سواء كان هذا بالقلب أو باللسان أو بالفعل، فإذا كان القلب منكرا للنعمة فهذا كفر بها، وإذا قال اللسان كلاما يدل على إنكار النعمة فهو كفر بها، وكذلك إذا صدر فعل يدل على إنكار النعمة فهو كفر بها.

وقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك” (أخرجه مسلم في صحيحه رقم: 2739)، وقال تعالى: ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” (إبراهيم: 7)، وقال الإمام الطبري – رحمه الله -: وقوله تعالى” لئن شكرتم لأزيدنكم”، يقول: لئن شكرتم ربَّكم، بطاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم، لأزيدنكم في أياديه عندكم ونعمهِ عليكم، على ما قد أعطاكم من النجاة من آل فرعون والخلاص مِنْ عذابهم.

وقال تعالى: ” ولئن كفرتم إن عذابي لشديد “، يقول: ولئن كفرتم، أيها القوم، نعمةَ الله، فجحدتموها بتركِ شكره عليها وخلافِه في أمره ونهيه، وركوبكم معاصيه (إن عَذَابي لشديد)، أعذبكم كما أعذب من كفر بي من خلقي، وقال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره لهذه الآية: أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، ولئن كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد، وذلك يسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها. ( تفسير ابن كثير 4/479) .

وقال تعالى: ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” (النحل:112.)
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره: ” هذا مثل أريد به أهل مكة فإنها كانت أمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولها ومن دخلها كان آمنا لا يخاف.

كما قال تعالى: “وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا”، وهكذا قال ههنا “يأتيها رزقها رغدا” أي: هنيئا سهلا “من كل مكان فكفرت بأنعم الله” أي: جحدت آلاء الله عليها وأعظمها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم كما قال تعالى: “ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار” ، ولهذا بدلهم الله بحاليهم الأولين خلافهما فقال: “فأذاقها الله لباس الجوع والخوف” أي: ألبسها وأذاقها الجوع بعد أن كان يجبى إليهم ثمرات كل شيء، ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان وذلك أنهم استعصوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبوا إلا خلافه فدعا عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء لهم فأكلوا العلهز وهو وبر البعير يخلط بدمه إذا نحروه، وقوله والخوف وذلك أنهم بدلوا بأمنهم خوفا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه حين هاجروا إلى المدينة من سطوته وسراياه وجيوشه.

ويقول الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسيره: ” وهذه القرية هي مكة المشرفة التي كانت آمنة مطمئنة لا يهاج فيها أحد، وتحترمها الجاهلية الجهلاء حتى إن أحدهم يجد قاتل أبيه وأخيه، فلا يهيجه مع شدة الحمية فيهم، والنعرة العربية فحصل لها من الأمن التام ما لم يحصل لسواها وكذلك الرزق الواسع، كانت بلدة ليس فيها زرع ولا شجر، ولكن يسر الله لها الرزق يأتيها من كل مكان، فجاءهم رسول منهم يعرفون أمانته وصدقه، يدعوهم إلى أكمل الأمور، وينهاهم عن الأمور السيئة، فكذبوه وكفروا بنعمة الله عليهم، فأذاقهم الله ضد ما كانوا فيه، وألبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد، والخوف الذي هو ضد الأمن، وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم وعدم شكرهم ” وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون “.

2- احتقار النعمة والانتقاص منها سبب عظيم في زوالها أو محق بركتها: لا شك أن احتقار النعمة مغاير من بعض الوجوه لكفرانها؛ فكفران النعمة جحود للنعمة من أصلها، أما احتقار النعمة فهو اعتراف بها لكنه مع احتقارها وانتقاصها، فهو مغاير للكفران من هذا الوجه.

وقد حذرنا الله – عز وجل – في كتابه، وحذرنا رسوله – صلى الله عليه وسلم – في سنته من احتقار النعمة وبين لنا أن عاقبة ذلك هو زوال هذه النعمة أو زوال بركتها ، قال تعالى: ” وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ” (سبأ: 18).

وقال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره: يذكر تعالى ما كانوا فيه من الغبطة والنعمة، والعيش الهنيء الرغيد، والبلاد الرضية، والأماكن الآمنة، والقرى المتواصلة المتقاربة، بعضها من بعض، مع كثرة أشجارها وزروعها وثمارها، بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حمل زاد ولا ماء، بل حيث نزل وجد ماءً وثمرا، ويقيل في قرية ويبيت في أخرى، بمقدار ما يحتاجون إليه في سيرهم، ثم بين تعالى ازدراءهم للنعمة وبطرهم فقال تعالى: ” فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ” ( سبأ: 19 ).