لاشك أن معرفة كيف يزيد الرزق والسعادة ؟ تعد من أكثر ما يهم الجميع ، شأنه شأن كل ما يتعلق بالرزق ، فهو أحد الحاجات الدنيوية التي لا ينقطع الإنسان عن السعي لها وطلبها ، أيا كانت صورة الرزق ونوعه، من هنا تأتي الحاجة إلى معرفة كيف يزيد الرزق والسعادة ؟.
كيف يزيد الرزق والسعادة
قالت الدكتورة نيفين مختار، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن عبادة الله سبحانه وتعالى هي أمر يمس القلب، ونحن نعتز بشرف كوننا عباد الله عز وجل ، فقد خلقنا لنختبر إيماننا، لنكون من المؤمنين الذين سيدخلون الجنة.
وأوضحت “ مختار ” في إجابتها عن سؤال : كيف يزيد الرزق والسعادة ؟ ، أن العبادة ليست مجرد طقوس، بل هي السبيل لننال أعلى درجات الإيمان، منوهة بأن الله تعالى غني عن خلقه، لكنه يأمرنا لنثبت أيّنا أحسن عملاً، ومن ينل الجنة سيكون قد فاز برؤية وجه الله الكريم، وهي أعلى لذة يمكن أن نحظى بها.
وأضافت أن أعلى لذة في الدنيا هي لذة العبادة، فهي تعبير عن شكرنا لله سبحانه وتعالى ، وعندما كانت السيدة عائشة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اجتهاده في العبادة، كان يجيب بأنه يسعى ليكون عبدًا شكورًا.
وأشارت إلى أن شكر الله يأتي بثمار عظيمة مثل زيادة الرزق والراحة النفسية والسعادة الحقيقية، لافتة إلى أنه يجب أن ندرك أن العبادة ليست مجرد حركات، بل تتطلب إخلاصًا وتوجهًا صادقًا نحو الله عز وجل .
ونبهت إلى أن علينا أن نتفانى في العبادة بقلوب خاشعة، لنحقق ما أمرنا به الله: أن نعبده مخلصين له الدين، فلنحرص على أن تكون عبادتنا صادقة، لأن عبادة الله تجلب لنا الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
الرزق
يعد الرزق من أكبر الهموم التي تشغل بال العباد وتسيطر على تفكيرهم قضية الرزق، وانشغالهم في تحصيلها، ومن المعلوم أنّ الله -تعالى- لمّا خلق الخلق قسم بينهم أرزاقهم، فلم ينسَ أحداً منهم، حتى الجنين في بطن أمّه هيّأ له أسباب الرزق، فلا بدّ أن يحرص الإنسان على ألّا تطغى هذه القضية على حياته، فيسلك طرق جمع المال في الحلال والحرام، حتى تطغى الماديّات على حياته وأخلاقه ودينه، فينسى ما أمره الله به من الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، فالواجب على المسلم أن يبذل جهده ويأخذ بالأسباب ثمّ يتوكّل على الله، فيظهر ضعفه له، وحاجته إليه، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنَّكم توَكَّلُونَ على اللَّهِ تعَالى حقَّ توَكُّلِه لرَزقَكم كما يرزقُ الطَّيرَ تغدو خِماصًا وتروحُ بِطانًا).
أسباب زيادة الرزق
ورد أن من المعلوم أنّ السعة في الرزق من الأمور التي يسعى لتحصيلها كلّ إنسانٍ، ولا يصل إليها الإنسان إلّا بتوفيقٍ من الله تعالى، فالحصول على المال من زينة الحياة الدنيا، كما قال الله تعالى: (المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا)، وجعل الله لزيادة الرزق واتساعه أسباباً يحصل باتباعها الأجر والثواب، بالإضافة إلى ما يحصل من سعة الرزق، ومنها:
- التقوى؛ فهي باب كلّ خيرٍ، والمانع من الوقوع في كلّ محرّمٍ، وهي من الأسباب التي تفرّج الكروب، وتجلب الرزق، كما قال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، والتقوى كما عرّفها عليّ بن أبي طالب أنّها: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، فمن كان نهجه في حياته التقوى فلا يخاف على رزقه.
- الاستغفار؛ فله فوائد جليلة، كما أنّه سهلٌ على اللسان، وجائز في كلّ زمانٍ، وقد أمر الله -تعالى- به، فقال: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
- الدعاء؛ فهو الوسيلة التي يتواصل بها العبد مع ربّه، وبه يطلب العبد ما يشاء من تفريج كربٍ، أو شفاءٍ من مرضٍ، أو سعة رزقٍ، فما على المسلم إلّا أن يدعو ربّه متضرّعاً له، طالباً منه أن يُوسع له في رزقه.
- التسبيح؛ فيسبّح المسلم الله في كلّ زمانٍ، فيثقل ميزانه، ولعلّ الله بثقل ميزانه يرزقه.
- التّوكل على الله، فيعتقد المسلم في نفسه أنّ الله -تعالى- هو المعطي والمانع، وأن لا أحداً غيره يستطيع أن ينقص من رزق الآخر شيئاً، ولو فعل ما فعل، فيأتي بالأسباب ثمّ يتوكّل على الله، مع يقينه التام أنّ الله هو المعطي، والرازق، والمانع.
- صلاة الضحى؛ ففيها من الخير الكثير، حيث ورد في الحديث القدسي: (ابنَ آدمَ اركعْ لي أربعَ ركَعاتٍ من أولِ النهارِ أكفِك آخرَه).
- الزواج؛ فقد توعّد الله -تعالى- للفقير بالغنى إن تزوّج.
- الولد؛ فهو من أسباب الرزق، وقد نهى الله -تعالى- عن الامتناع من الإنجاب بسبب الخوف من الرزق، فكلّ مولود يُولد ورزقه يأتي معه.
- صلة الرحم؛ فهي من أعظم أسباب السعة في الرزق، كما قال رسول الله: (مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه، فليَصِلْ رَحِمَهُ).
- الصّدقة؛ فهي صورةٌ من صور تكافل المجتمع والتعاون فيما بينهم، سواءً كان الإنفاق قليلاً أو كثيراً، فالله -عزّ وجلّ- ينمّي المال بالإنفاق منه، ولا يعدّ الإنفاق نقصاناً للمال، بل نماءً له.