جلال الدين الرومي، الشاعر والعالم والمتصوف، وُلد في مدينة بلخ في مثل هذا اليوم، السادس من ربيع الأول عام 604 هـ، يُلقب أحيانًا بجلال الدين محمد البلخي، واشتهر باسم "الرومي" نسبةً إلى أرض الروم "الأناضول"، حيث هاجر وعاش معظم حياته.
وُلد جلال الدين باسم محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري، المعروف أيضًا باسم "مولانا جلال الدين الرومي". والده هو العلامة محمد بن الحسين الخطيبي البكري، المعروف ببهاء الدين.
والده هاجر إلى نيسابور عام 608 هـ، حيث التقى بالفيلسوف الصوفي فريد الدين العطار، الذي أخذ جلال الدين تحت رعايته وتنبأ له بمستقبل باهر، بعد ذلك، سافر إلى بغداد ومكة، ثم استقر في مدن مختلفة مثل ملطية ولاندره، قبل أن تستقر عائلته في مدينة قونية.
وفي عام 628 هـ، توفي والد جلال الدين، بعد وفاة والده، التقى بالعالم برهان الدين محقق الترمذي، صديق ومعلم والده، وتلقى دروسًا في الدين منه قبل أن ينتقل إلى حلب ومن ثم إلى دمشق ليلتقي بصدر الدين القوني، تلميذ محي الدين بن عربي. بعد هذه الرحلات، عاد إلى قونية حيث بدأ ممارسة الإرشاد والوعظ عام 638 هـ، واستفاد من العديد من الإجازات من علماء مختلفين، قبل أن يصبح شخصية دينية وفلسفية بارزة.
لقاء جلال الدين الرومي بمعلمه شمس التبريزي
في رجب عام 642 هـ، جلال الدين الرومي التقى بشمس التبريزي، وفي كتابه الرومي، يسرد الدكتور مصطفى غالب تفاصيل هذا اللقاء. وقد وقع هذا اللقاء عندما كان جلال الدين ينشغل بكتابة الشعر في إحدى خلواته، وخلال هذا الوقت، تقابل مع شيخ ذا مظهر جليل واحترام، الذي سأله عن سبب تواجده بمفرده، بابتسامة خجولة، أجاب جلال الدين بأنه يبحث في عوالم الشعر والخيال، يستوحي الجمال والوحي، ويتأمل في الخلق والوجود.
أعجب الشيخ بكلمات جلال ورمى بعضها في الماء، مشيرًا إلى أنه الذي سيوجهه نحو الحقيقة المطلقة، انطلقت علاقة تعارف بينهما، وانتهت بجلال الرومي يصر على مواصلة تعلمه تحت إشراف الشيخ، بقيا معًا لمدة عامين قبل أن يتحول جلال الدين إلى شخصية جديدة.
وبعد ذلك، تم قتل شمس التبريزي في فتنة بقونية، وهو ما ألم بجلال الرومي بشدة، فكتب قصائد حزينة تعبر عن حزنه العميق في ديوان شمس تبريز. في إحدى القصائد يقول:
"من قال إن شمس الروح الخالدة قد أفنت؟
ومن جرأ على الادعاء برحيل شمس الأمل؟
هذا عدو للنور، يقف تحت السقف،
يربط عينيه ويصرخ: ها هي الشمس تموت".
وفي السابع عشر من ديسمبر عام 1273م، توفي جلال الدين الرومي وأصبحت مقبرته مزارًا يزوره الناس حتى اليوم.